في ما بدا وكأنه تسجيل أهداف سياسية في مرمى الخصم يوم أفتتاح المونديال تبادل الرئيسان الاميركي والايراني اللكمات علنا فقد دعا الرئيس الاميركي باراك اوباما العالم الى دعم الشعب الايراني في نضاله من اجل "الحرية"، وذلك في بيان تلي باسمه الخميس في الذكرى الاولى للانتخابات الرئاسية الايرانية التي ادت الى حركة احتجاجية غير مسبوقة. و في نفس التوقيت اتهم الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الجمعة في شانغهاي القوى النووية بانها "تريد احتكار التكنولوجيا" و"تمنع الاخرين من استخام النووي سلميا"، وذلك بعد يومين على تصويت مجلس الامن الدولي على مجموعة عقوبات جديدة بحق طهران. وفي رده على الهجوم الاميركي في هذا المونديال السياسي المفتوح هاجم الرئيس الايراني محمود احمد نجاد بعنف الجمعة الولاياتالمتحدة بعد تشديد مجلس الامن العقوبات على طهران واعتبر ان اسرائيل "الى زوال". وندد احمدي نجاد متحدثا خلال زيارة الى المعرض العالمي في شانغاي بقرار مجلس الامن الذي صدر الاربعاء بدعم الصين وروسيا وشدد العقوبات على ايران، معتبرا انه "ورقة لا قيمة لها". واتهم الرئيس الايراني القوى النووية العالمية "باحتكار" التكنولوجيا الذرية مشيرا الى ان العقوبات الجديدة "لن يكون لها اي مفعول". وفضل احمدي نجاد اطلاق مواقفه خلال زيارته الى الجناح الايراني خلال "يوم ايران" في المعرض العالمي في شانغهاي بدلا من اختيار قمة امنية اقليمية في اوزبكستان يحضرها الرئيسان الروسي والصيني. ويحضر الرئيسان الصيني هو جنتاو والروسي ديميتري مدفيديف في طشقند الجمعة قمة منظمة شانغهاي للتعاون. وتاتي زيارة احمدي نجاد الى المعرض في مرحلة حساسة من علاقات طهران مع حليفتها الصين، احدى الدول الدائمة العضوية في مجلس الامن. وحرص احمدي نجاد على عدم انتقاد الصين التي تعتبر ابرز حليف تجاري لايران. وقال للصحافيين ان "المشكلة الاساسية هي مع الادارة الاميركية وليس لدينا مشاكل مع الاخرين" معتبرا ان الولاياتالمتحدة تسعى "لابتلاع" الشرق الاوسط. وفي معرض انتقاده للرئيس الاميركي قال احمدي نجاد "اعتقد ان الرئيس اوباما ارتكب خطأ فادحا ... انه يعلم ان القرار لن يكون له مفعول". واضاف "سيدرك قريبا جدا انه لم يتخذ الخيار الصائب وانه عرقل الطريق امام اقامة علاقات ودية مع الشعب الايراني". وقرار مجلس الامن يوسع حظر الاسحلة ويمنع ايران من القيام بانشطة حساسة مثل الاستثمار في مناجم اليورانيوم. كما يسمح للدول بالقيام بعمليات تفتيش للسفن التي يشتبه في انها تنقل موادا محظورة لايران ويضيف 40 اسما الى لائحة الاشخاص والمجموعات الخاضعين لقيود في السفر وعقوبات مالية. وخص احمدي نجاد كالعادة اسرائيل باعنف هجوم كلامي. وقال "من الواضح ان الولاياتالمتحدة ليست ضد القنابل النووية لانه لديها نظام صهيوني يملك قنابل نووية في المنطقة". واضاف "انهم يحاولون انقاذ النظام الصهيوني لكن هذا النظام لن يستمر، مصيره الزوال". واسرائيل التي يعتبر الخبراء انها القوة النووية الوحيدة في الشرق الاوسط رغم انها لا تؤكد ولا تنفي ذلك، تعتبر ايران التهديد الرئيسي لها بعدما دعا احمدي نجاد عدة مرات الى شطب اسرائيل عن الخارطة. واعتبر احمدي نجاد ان بنية القوى العالمية تقوم على اساس استبعاد الدول الصغيرة. وقال "لقد قلنا على الدوام ان مجلس الامن الدولي هو اداة بيد الولاياتالمتحدة، انه غير ديموقراطي وهو اداة للديكتاتورية". واضاف "ان خمس قوى تملك حق النقض والقنابل النووية والاحتكار وهي تريد احتكار الطاقة النووية لنفسها". ويبدو ان روسيا تتجه لاتخاذ نهج اكثر تشددا مع ايران. واعلن مسؤولون الجمعة ان موسكو ستلتزم بدقة بقرار مجلس الامن الجديد. واعلن مصدر في الكرملين الجمعة للصحافيين ان العقوبات التي اقرها مجلس الامن بحق ايران تحظر بيع الجمهورية الاسلامية صواريخ اس-300 الروسية المثيرة للجدل. وصرح المصدر على هامش قمة منظمة شانغهاي للتعاون في طشقند ان "صواريخ اس-300 مشمولة بعقوبات (الاممالمتحدة) وبالتالي لا يمكن تسليم ايران هذا النوع من الاسلحة". اما دعوة اوباما لدعم الايرانيين الساعين للحرية فقد في رسالة من اوباما تلتها باسمه مستشارته لشؤون حقوق الانسان سامانتا باور خلال حفل استقبال في مؤسسة "الصندوق الوطني للديموقراطية" تكريما للمعارضين الايرانيين الذين تظاهروا العام الماضي ضد اعادة انتخاب الرئيس محمود احمدي نجاد لولاية ثانية. وقال اوباما في رسالته "انها لمسؤولية جميع الشعوب الحرة والامم الحرة ان تقول بوضوح اننا نقف الى جانب اولئك الذين ينشدون الحرية والعدالة والكرامة". واضاف البيان ان "شجاعة الشعب الايراني تقف امامنا مثالا يحتذى وتحديا لنا كي نواصل جهودنا كي نحور مجرى التاريخ نحو العدالة". واضاف اوباما انه يتطلع الى "اليوم الذي سيتمكن فيه الايرانيون من التكلم بحرية والتجمع من دون خوف والتعبير عن آرائهم من دون التعرض لعقاب، اليوم الذي ستمثل فيه الحكومة الايرانية تطلعات شعبها وتشجعها بدلا من ان تخاف منها". وبحسب الرئيس الاميركي فان الانتخابات الرئاسية التي جرت في ايران العام الماضي ستبقى تلك الانتخابات التي "قمعت فيها الحكومة الايرانية بوحشية المنشقين، واغتالت ابرياء، بينهم شابة تركت تموت في الشارع"، في اشارة الى ندا آغا سلطان التي اصبحت رمزا للحركة الاحتجاجية وقمع السلطات للتظاهرات الاحتجاجية التي عمت البلاد بعد انتخابات 12 حزيران/يونيو. واشارت باور الى ان البيت الابيض سينشر رسالة اوباما في وقت لاحق. واعلن زعيما المعارضة الاصلاحية الرئيسيان مير حسين موسوي ومهدي كروبي الخميس العدول عن الدعوة للتظاهر في 12 حزيران/يونيو. وكان موسوي وكروبي اضافة الى عشر مجموعات معارضة تحتج على نتائج انتخابات 12 حزيران/يونيو 2009 اعلنوا الاسبوع الماضي انهم طلبوا من وزارة الداخلية السماح بتنظيم تجمعات سلمية وصامتة "بدون بيانات او خطب". ولم ترد السلطات على هذا الطلب وفقا للمعارضة. لكنها اعلنت على الاثر انها لن تسمح ب"تظاهرات غير مشروعة" وترافق هذا التحذير منذ الاربعاء بانتشار كبير للشرطة في بعض احياء طهران. وتعليقا على هذا اعربت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الخميس عن اسفها لعدول المعارضة الايرانية عن التظاهر في 12 حزيران/يونيو. وقالت كلينتون خلال زيارة لجزر بربادوس "ليس من المؤسف فحسب ان تلغي المعارضة التظاهرات، بل ان هذا الامر يكشف ايضا بجلاء لماذا يثير النظام الايراني كل هذا القلق في سائر انحاء العالم". واضافت "عندما نرى في آن معا قمع الشعب وتزوير الانتخابات وتصديرهم ودعمهم للارهاب في سائر انحاء العالم وسعيهم الى حيازة السلاح الذري، نصل في النهاية الى تركيبة خطيرة للغاية". وتابعت كلينتون "من هنا نحن متضامنون مع الشعب الايراني كما كنا عليه منذ بدء عهد ادارتنا".