باستثناء تاريخ انعقادها من 23 إلى 30 يناير 2010 والقانون المنظم لها ، لا يتضمن موقع المركز السينمائي المغربي أية معلومات أخرى ( الملصق ، قائمة الأفلام الطويلة والقصيرة ، أسماء أعضاء لجنتي التحكيم ، البرنامج المفصل للأنشطة السينمائية والثقافية الموازية وغير ذلك ) حول الدورة 11 للمهرجان الوطني للفيلم ، هذا المهرجان الذي أصبح مستقرا بعاصمة البوغاز بإرادة من رئيسه الطنجوي ابتداء من دورته الثامنة (2005) . وبإلقاء نظرة فاحصة على قانونه المنظم يظهر أنه لم يعرف أي تغيير يذكر في شكله ومحتواه باستثناء بعض التواريخ و الإجراء ات المتعلق بعضها بشروط قبول أفلام المسابقة الرسمية . وهكذا فجوائز هذه الدورة الجديدة لا تختلف عن جوائز الدورة السابقة لا في الكم (14 جائزة نقدية ) ولا في النوع ، أما مكونات برنامجها العام فلم يطرأ عليها تغيير جوهري يذكر . إن مهرجان طنجة في حاجة إلى إعادة نظر في شكله ومحتواه وطرق تنظيمه ، فلا يعقل أن تغيب عنه فقرة لتكريم الفاعلين السينمائيين الأحياء والأموات مع تأليف كتب توثق بالكلمة والصورة لأعمالهم وإنجاز أفلام تؤرخ لهم بالصورة والصوت ، ولا يعقل أن يتم فيه تهميش للمنشورات السينمائية الوطنية وعدم التفكير في إقامة معرض للكتب والمجلات السينمائية المغربية والأجنبية ، ولا يعقل أن يظل الموقع الإلكتروني للمهرجان والمؤسسة العمومية المنظمة له باهتا ومتخلفا بسبب شح معطياته وعدم توفره على صور كل الفاعلين السينمائيين ومقاطع من أفلامهم وكذا كل ما نشر حول السينما المغربية في المنابر الوطنية والأجنبية . إن الجزء المهم من ميزانية هذا المهرجان ، الذي يصرف في تغذية وإقامة ضيوف لا يضيف حضورهم إلى السينما وثقافتها ببلادنا أية إضافة ، يمكن توظيفه لإصدار مجلة محترمة تعرف بسينمانا وتؤرخ لها وسلسلة كتب تساهم في نشر الثقافة السينمائية بين الشباب بشكل خاص و إحداث موقع إليكتروني متطور مع تحيين معطياته بشكل يومي .ولا يفوتنا في هذه الورقة الأولى حول المهرجان أن ننوه بالمبادرة المتأخرة زمنيا ، التي أقدمت عليها إدارة المهرجان في الدورة العاشرة سنة 2008 ، المتمثلة في استنساخ المئات من النسخ ( على شكل دي في دي ) لخمسة أفلام تعتبر من كلاسيكيات السينما المغربية وتوزيعها على المهرجانيين وبعض الضيوف الأجانب وغيرهم .لقد وفرت هذه النسخ مادة للباحثين والطلبة والنقاد ، تمخضت عنها العديد من النصوص لنقدية ، فهل ستشهد الدورة 11 استنساخا لعناوين أخرى من فيلموغرافيتنا ؟ هذا ما نتمناه وننتظر ؟؟؟ أحمد سيجلماسي/ فاس في 27 دجنبر 2009