اسمي هو تسوتسي،عنوان فيلم للمخرج « gavin hood» الذي عرضته جمعية الفن السابع بسطات .في إطار برنامجها السنوي الذي تبتدئه بعروض أشرطة مميزة لموسم 2009/2010. هذا الشريط ،الذي حاز على جائزة الأوسكار لأحسن فيلم أجنبي سنة 2006. و هو مأخوذ عن رواية للكاتب الجنوب إفريقي أثول فوجارد، و تدور أحداثها في الخمسينيات من القرن الماضي. لكن المخرج جعلها تعيش في العصر الحالي.فهي تتكلم عن شاب من جنوب إفريقيا و بالذات من ضواحي جوهانسبرغ. يتيم الأبوين. نسي حتى اسمه الذي لم نكتشفه إلا في اللحظات الأخيرة من الشريط وهو "دافيد". و أصبح يلقب بتسوتسي أي الوغد. كون عصابة مع أصدقائه المهمشين. تتكون من معلم فاشل و مجرم خطير و الثالث عبارة عن جثة كبيرة بلا عقل يفكر.عصابة متشبعة بالعنف والحقد و عدم الرحمة.تعمل على العيش بكل الوسائل المباحة. في الوهلة الأولى،يمكن القول بأنه موضوع عادي، تناولته السينما كمادة لأفلامها مرارا.لكن المثير في هذا الفيلم هو الكيفية التي تناول بها المخرج هذا الموضوع . لقد اعتمد على سيناريو محبوك بشكل جيد .بحيث من خلاله أطل علينا تسوتسي،بطل الفيلم .بتقاسيم وجهه الباردة الخالية من كل إحساس.و طيلة مراحل الشريط ،يعود بنا المخرج إلى طفولة تسوتسي البئيسة الخالية من أي عطف أبوي أو عائلي.ولكي يؤكد بأن تشكل الإنسان العاطفي و الفكري ..يبدأ في مرحلة الطفولة.جعل تسوتسي يسرق سيارة من سيدة بعدما يضربها بالنار و يهرب.هنا الحكي عادي كأننا أمام فيلم بوليسي.لكن المفاجأة تظهر عندما نسمع مع تسوتسي، بكاء لرضيع كان في سيارة السيدة. اضطر أن يأخذه معه و تحول طول مراحل الفيلم إلى نقطة تحول مهمة في شخصية تسوتسي.بحيث نلاحظ ملامح وجهه الجامدة تسري فيها روحا حنونة تتأثر لما يبكي الرضيع و يجوع.لما تتسخ ملابسه و لا يدري كيف يحميه أو ينظفه.و في الوقت نفسه،يعود بنا المخرج إلى مرحلة طفولة تسوتسي ،فنرى أبا سكيرا و فقيرا و قاسيا وأما تموت لا حول لها و لا قوة.هنا يهرب تسوتسي من واقعه المر و يرتاد الجريمة و العنف كوسيلة لإثبات الذات.تعلقه بالرضيع و محاولة تغيير مجرى حياته إلى الأحسن جاء تدريجيا خلال الشريط.أرغم مرضعة تسكن بنفس الحي على إرضاعه.و خلال تواجده المستمر ببيتها، شعر لأول مرة في حياته بالاستقرار و الحنان. و هنا كان المخرج يركز على ملامحه التي تتحول و يدب فيها نوع من الرأفة و الحنين عن طريق plan gros و خاصة لما كانت تلك المرأة تهدهد الرضيع و تحضنه بين يديها، كان هو في المقابل يعود بنا إلى طفولته الكئيبة و تظهر لنا لقطات من ماضيه بواسطة فلاش باك.رفض الاستمرار في عالم الجريمة و تشبث بالطفل كأنه يرى فيه نفسه.اضطر في النهاية إلى تسليم الرضيع إلى والديه بعد إلحاح من طرف السيدة التي ترضعه.و هنا تم القبض عليه بسهولة و لم يحاول الهرب كأنه يأمل في حياة جديدة و لو وراء القضبان. ظهرت لنا جوهانسبرغ خلال الشريط،عالم مليء بالخوف و الفقر و الجريمة.يعيش فيها الغني جدا و الفقير جدا.أي مجتمع طبقي و من نفس اللون. تحولت بفعل نظام الأربارتيد إلى بؤر للقتل و الاستغلال للاستمرار في العيش.فكانت كاميرا المخرج تصور لنا هده المدينة ليلا بواسطة لقطات كبيرة و تبحر بنا إلى الداخل حيث التفاصيل المؤثرة. أمينة شرادي ''الفوانيس السينمائية'' نرجو التفضل بذكر المصدر عند الاستفادة