يتطلب التمكن الفاعل من الخطاب السينمائي التركيب بين حقلين:من جهة إدراك الجانب النظري لفهم ميكانيزمات إنتاج السينما كجنس تعبيري له تاريخه ومدارسه وقضاياه، ومن جهة أخرى الدراية بالجانب التقني ودلالاته الفنية. وتتجلى القدرة الخلاقة للباحث في هذا المجال في تمكنه من تطبيق مفاهيم وأدوات التحليل الفيلمي بمختلف مراحله على مجموعة من الأنواع الفيلمية،وكذا اجتهاده في استخراج مضامين ورؤى يحضر فيها الجانب الإبداعي والتأويلي. محتوى الكتاب مقدمة ............................................................ الفصل الأول اللغة الفيلمية التحليل الفيلمي وسياقات المعنى ............................ الشريط الصوتي................................................ الإضاءة.......................................................... المونتاج ......................................................... الفصل الثاني القصة والحوار والسرد الفيلم والعمل الأدبي........................................... الحوار في الفيلم................................................ السرد الفيلمي ووجهات النظر............................... شروط العمل الفيلمي.......................................... الفصل الثالث الكتابة الفيلمية فن السيناريو .................................................... ملحق عن فن السيناريو....................................... شبكات لتحليل الفيلم............................................ الفيلم القصير:مكونات وخصوصيات....................... أفكار هامة للمخرجين المبتدئين............................. مقدمة يتطلب التمكن الفاعل من الخطاب السينمائي التركيب بين حقلين:من جهة إدراك الجانب النظري لفهم ميكانيزمات إنتاج السينما كجنس تعبيري له تاريخه ومدارسه وقضاياه، ومن جهة أخرى الدراية بالجانب التقني ودلالاته الفنية. وتتجلى القدرة الخلاقة للباحث في هذا المجال في تمكنه من تطبيق مفاهيم وأدوات التحليل الفيلمي بمختلف مراحله على مجموعة من الأنواع الفيلمية،وكذا اجتهاده في استخراج مضامين ورؤى يحضر فيها الجانب الإبداعي والتأويلي. عند تناول اللغة الفيلمية والتي لا نميزها عن اللغة السينمائية ، نأخذ بعين الاعتبار الفصل بين مكونات هذه اللغة،إلا أن هذا الفصل يكون ضروريا لغاية تنظيم المحاور والفقرات فقط، لكن اللغة الفيلمية، كنظام للتشفير، تظل كلا لا يتجزأ.ولعل القراءة التركيبية هي التي تنجح غالبا في فهم، وشرح، وتحليل هذه المكونات،كما أنها تدرك كيفية تداخلها. إن الحديث عن كيفية كتابة السيناريو والحوار في الفيلم السينمائي أو تدريسهما، لا يعني بالضرورة التمكن من صياغة سيناريو ناجح.فعلى الرغم من الجانب المعرفي، وبما أن الكتابة الفيلمية تتطلب نوعا من الحس الجمالي والتذوقي،قد لا ينجح الكاتب في خلق مشاهد تتوفر على القيمة المشهدية والبنية الدرامية المطلوبة. عندما نستقبل جملة ما مثلا، فإننا لا نقوم بفصل الصوت عن التركيب ،أو التركيب عن الدلالة.نفس الشيء يحصل عندما نشاهد مشهدا فيلميا حيث أن كل العناصر المرئية المعروضة كصور، والمضمنة في المعاني كحوار تنفذ إلى وعينا مجتمعة وغير منفصلة،وكثيرا ما نقرأ لقطات أو مشاهد انطلاقا من أحداث ووقائع ظلت منغرسة في لاوعينا. نسوق هذه الملاحظة للتأكيد أن المشاهد، ونقصد هنا أساسا القارئ الفطن يستطيع بخياله وبديهته الجمع بين أكثر من عنصر.فالإنارة لا يمكن فصلها عن عمق المجال.الكادراج أو التأطيرلا يمكن فصله أيضا عن سلم اللقطات إلى غير ذلك. من هنا نفهم كيف أن السينما، بالإضافة لاشتغالها بأدوات تقنية وأيقونية خاصة بها، هي فن مرن يتغذى على مجموعة من المعارف والمفاهيم الأخرى كالسوسيولوجيا، وعلم الخطاب، والتاريخ، والسيميولوجيا وعلى الكثير من الأساليب الفنية والأدبية،إلا أن هيمنة أحد هذه العناصر المرئية أو المسموعة أكانت مشاعر أو أفكارا يسلب الفيلم جوهره الجمالي ويحوله إما إلى تجريد وتجريب تقني، أو إلى قصة خالية من كل تشويق أو خيال. لكننا من خلال هذه الملاحظة لا نزعم أن على المشتغل في مجال التحليل الفيلمي أن يكون عالما شاملا ومتخصصا في كل المعارف.فالخطاب السينمائي بقدر ما يستفيد من العلوم الأخرى بقدر ما تكون مقارباته أشمل وأعم.المعرفة إذن بالمبادئ الأولية للتصوير الفوتوغرافي مثلا، والصباغة تبقيان ضروريتان لفهم علاقة تركيب الصورة بالإنارة ، وعمق المجال برمزية الألوان.ولهذا أطلق بعض المنظرين الأوائل على السينما عبارة"موسيقى الضوء" . كنا قد حاولنا في كتابنا الأول في الصورة والتلفزة 1 بسط مختلف النظريات المتعلقة بتفكيك الصورة كخطاب في شموليته بدءا بالصورة التلفزيونية ثم الإعلانية وصولا إلى الصورة والتأويل،فقد عملنا في الكتاب الثاني لعبة الظل،لعبة الضوء 2 على الاقتراب أكثر من خصوصيات اللغة السينمائية مركزين على نماذج فيلمية وطنية وعالمية،فإننا في هذا الكتاب نؤكد رغبتنا في التوغل أكثر في مناطق لم نطأها من قبل بالرغم من كونها تشكل جوهر اللغة الفيلمية،لذلك جاء تركيزنا في هذا الكتاب على مكونات ما يعرف باللغة الفيلمية والتي لا نميز بينها وبين اللغة السينمائية حيث يتم الجمع بين ما هو تقني وما هو فني كما تسمح بتحليل أي فيلم مهما كانت جنسيته.
لم يكن هدفنا من هذا الكتاب طرح مكونات اللغة الفيلمية كما هي بشكل أكاديمي جاف،بل حاولنا جهد الإمكان،بسط وجهة نظرنا من الموضوع وتقديم أفكار بصدده تسمح بتقريب هذه المعرفة من المهتم بالمجال،ومن القارئ بصفة عامة.
لقد اخترنا عدم الانشغال على متون معينة وعلى نماذج فيلمية من الشرق أو من الغرب، لأن ما يهمنا هو التعرف على اللغة السينمائية كلغة عالمية تشترك فيها العديد من الأفلام،مع بعض الإشارات لعلامات فيلمية بارزة في تاريخ السينما المعاصرة.
بطبيعة الحال تبقى مسألة الخصوصيات في التعامل مثلا مع الإنارة أو الكادراج أو المونتاج مرتبطة بالثقافة والرغبة في التجريب، لكن العمود الفقري للفيلم تحكمه ضوابط متفق عليها.هذه الضوابط هي ما حاولنا التركيز عليه في هذا الكتاب.
عزالدين الوافي: أستاذ باحث في مجال الصورة والسينما • كاتب وناقد سينمائي . • عضو باتحاد كتاب المغرب. • عضو بجمعية نقاد السينما بالمغرب. صدر له : Fantasies ديوان شعري بالإنجليزية ،الناظور 1998 . وريقات الزمن الآخر، ديوان شعري بالعربية والإسبانية، الناظور ،2001 في الصورة والتلفزة دراسات حول سلطة الإعلام ،الناظور 2002 . لعبة الظل لعبة الضوء كتابات سينمائية ، منشورات مرايا، الناظور 2005 . بنية اللغة السينمائية القصة السيناريو الحوار الناظور 2008 سيصدر له : تدريس السينما بالمدرسة ص.ب:308 الناظور الهاتف: 063521289 البريد الإلكترونيhotmail.com@ azedin6