زوم خلفي ZOOM ARRIERE تشهد الساحة الفنية المصرية بين الفينة و الاخرى ,سجالا محموما حول مشاركة الفنانين المصريين لنظرائهم الاسرائيليين في بعض الاعمال تليفزيونية كانت او سينمائية . فالهياكل النقابية الفنية المصرية بجميع تفرعاتها, اتخدت موقفا صارما يقضي برفض التطبيع الفني مع اسرائيل و القطع مع اي مشاركة لفنان مصري في عمل اسرائيلي , بالرغم من ربط مصر لعلاقات ديبلوماسية مع اسرائيل اثرتوقيع اتفاقيات كامب ديفيد الشهيرة . و اي خرق لهدا القرار يحيل صاحبه للتحقيق وربما الادانة . اخر المحالين للتحقيق كان الفنان خالد النبوي اثر مشاركته الممثلة الاسرائيلية NAOMI WATTS في الفيلم الامريكي FAIR GAME , للمخرج DOUG LIMAN , بطولة الممثل المخضرم SEAN PENN . وقبله احيل الفنان عمرو واكد الى التحقيق اثر مشاركته في المسلسل المثير للجدل بيت الصدام HOUSE OF SADAM , و الدي ادى فيه دورالبطولة الممثل الاسرائيلي IGAL NAOR مجسدا دور صدام . زوم امامي ZOOM AVANT يبدو النقاش السالف الدكر, مغيبا تماما من دائرة السجال الاعلامي حول حدود التطبيع الفني مع اسرائيل , بالرغم من المشاركات العديدة لممثلين مغاربة الى جانب ممثلين اسرائليين في اعمال عالمية كان اخرها الفيلم الامريكي GREEN ZONE للمخرج PAUL GREENGRASS بطولة MATT DAMON , وهو الفيلم الدي شهد مشاركة الممثل المغربي ادريس الروخ في دور طاهر المالك الى جانب نفس بطل مسلسل بيت صدام HOUSE OF SADDAM .هدا الاخير الدي شهد بدوره مشاركة الممثل المغربي سعيد التغماوي في دور برزان التكريتي شقيق صدام حسين . مشاهدة تحليلية VISIONNAGE بنظرة متانية لثنايا القضايا المرتبطة بالسينما و المثارة في شتى الهياكل الاعلامية , تبين مدى التركيز الاعلامي في التعاطي مع السينما باعتبارها ملتقى جميع القضايا المرتبطة بحراك المجتمع وتناقضاته . وفي خضم حدة هدا الخطاب تتسم تفاهته و شعبويته ( السلسلة الكرتونية ابو قتادة ,حملة المساء ضد السيد نور الدين الصايل, مشاركة الممثلة المتالقة سناء عكرود في فيلم احكي يا شهرزاد ), الشيء الدي يبعث الى التساؤل التالي : ما الدي يجعل خطابا مثل هدا مهيمنا على الفضاء السجالي المرتبط بالسينما و الفن عموما هل هو اقصاء متعمد لدور الاكاديمي في التحليل المنطقي السليم المستند الى الدراسة النظرية و الميدانية في مقابل فسح المجال على مصراعيه للتقييم العبثي و الشعبوي المرتكز على ظاهر الامور و استجلاء الفعل الاني الظرفي المثير منها و المستفز . من كل دلك تبدو فرضية اثارة التطبيع المهيكل مع اسرائيل – السينما نمودجا –مع اسرائيل –بالرغم من عدم جدوائيتها – متناقضة تماما مع الورش الدي يفتحه المغرب على جميع الاصعدة, والمبني على الانفتاح على الاخر وقبول طروحاته ولو كانت ضدنا . مع منح الورش السينمائي حصة يسيرة في تسويق هدا المعطى ( تصوير افلام داخل المغرب تصورنا في بعض الاحيان ارهابيين او او متخلفين , مشاهد في بعض الافلام تتناقض و التوجه الرسمي و الشعبي حول القضية الوطنبة كتصوير خريطة المغرب مجزءة ...).ومن هنا تبرز قيمة السينما باعتبارها فنا للحياة .تتداخل و تتشابك فيها جميع العلوم الحية والقضايا الانسانية الشائكة منها و اليسيرة , لا مكان فيه لديانة او جنسية , فالفنان والمبدع عموما ,والممثل خاصة, ليس باحثا علميا ولكنه فنان يتاثر وجدانيا بقضايا من الحياة , فيسعى الى تكريسها في عمل ابداعي و هده القضايا تقدم لنا حقيقة انسانية, لكنها لا تمثل بالضرورة حقيقة اجتماعية. فالعمل الفني بغض النظر عن قيمة ملامسته لقضية معينة , يفيد في اعطائنا بعض الدلالات , عنها لكنه لا يقدر ان يقدم لنا الخلاصة بالمعنى العلمي للكلمة. عصمان عادل اجازة مهنية في الدراسات السينمائية و السمعية البصرية جامعة القاضي عياض مراكش خاص ب: ''الفوانيس السينمائية'' نرجو التفضل بذكر المصدر والكاتب عند الاستفادة