الفيلم تبنّى قضية فلسطين ولم يدعُ للتطبيع. قالت نيللي: رغم ما قد يبديه الفيلم من انعدام رغبة الشارع المصري ومثقفيه من وجود التمثيل الدبلوماسي الإسرائيلي في مصر، إلا أن (السفارة في العمارة) ساهم بشكل غير مباشر في تعريف المواطن المصري البسيط بوجود سفير لدولة إسرائيل في القاهرة. ويمكن القول أن العمل السينمائي الذي كتبه المؤلف الشاب يوسف معاطي خلق -دون قصد بطبيعة الحال- حملة دعائية لخدمة الدبلوماسية والتواجد الإسرائيلي في مصر.
فتاة تدير سفارة إسرائيل بالقاهرة: فيلم السفارة في العمارة خدم تل أبيب وعادل إمام يؤكد أن الفيلم تبنّى قضية فلسطين ولم يدعُ للتطبيع أكدت نيللي شيلا، القائم بأعمال السفارة الإسرائيلية في القاهرة، أنها تعيش حالة من العمل الدبلوماسي الدؤوب، منذ أن وطأت قدميها العاصمة المصرية، تزامناً مع قدوم السفير الإسرائيلي الجديد لدى مصر "يتسحاق لفانون". وقالت نيللي التي تنحدر أسرتها من أصول سورية، والتي هاجرت إلى إسرائيل عام 1982 عن طريق تركيا: لن أقيم في القاهرة كثيراً، وربما أعود إلى عملي في الخارجية الإسرائيلية في غضون أيام، ولكن بعد أن أنهي كافة المهام المنوطة بي". واقع حال نيللي شيلا في أروقة السفارة الإسرائيلية بالقاهرة، يشير إلى أنها باتت بين عشية وضحاها السفير الفعلي لبلادها في مصر، فكما كانت ضيفاً شبه دائم على كاميرات وسائل الإعلام والمحطات العربية والأجنبية، إبان عملها متحدثة رسمية للخارجية الإسرائيلية في القدسالمحتلة، اعتادت وسائل الإعلام المصرية على رصدها وهي تتنقل بين المحافل الدبلوماسية والثقافية، وكانت آخر هذه المحافل، تلك الندوة الثقافية التي نظمها المركز الأكاديمي الإسرائيلي في مصر، وحاضر فيها البروفيسور الإسرائيلي ذو الأصول القاهرية "يعقوب شويقة". ربما ساعد نيللي على القيام بهذا الدور داخل السفارة الإسرائيلية، حالة الفراغ التي عاشها المقر الدبلوماسي لتل أبيب في القاهرة، لا سيما أن السفير الجديد الذي خلف سلفه شالوم كوهين، لم يستقر في مقر إقامته بحي المعادي أو في مصر بشكل عام منذ توليه منصبه الجديد إلا أياماً معدودة، كان يتنقل خلالها بين مصر وإسرائيل، نظراً لأعمال الترميم التي كانت تجري في فيلا المعادي "المقر الدائم لسفراء إسرائيل بالقاهرة". وتعتمد نيللي شيلا في حضورها الإعلامي والدبلوماسي على ملامحها الشرقية، التي تقترب بها من محاورها العربي بشكل سريع وعن ذلك تقول: نعم أنا يهودية إسرائيلية، إلا أن أصولي سورية، وعندما هاجرت أسرتي إلى إسرائيل عام 1982، تعلمت العبرية بصعوبة، غير أن أمي لم تستطع تعلمها، وما زالت تتحدث العربية بلكنة شامية حتى الآن، وكان لتلك الأصول بالغ الأثر في تكوين ذوقي الفني، فما زلت أعشق رقصة الدبكة الشامية، وأتابع بنهم بالغ الدراما السورية، التي أشعر أنها تعبر عن المجتمع الذي نمت فيه طفولتي. وعلى ذكر ذوقها الفني قالت شيلا: أحب الفن المصري جداً، وأقدر نجوم السينما المصرية بشكل عام، إلا أنني أعشق نجم الكوميديا الكبير عادل الإمام، خاصة فيلمه (السفارة في العمارة)، الذي قام فيه بتجسيد مهندس مصري عاد من الخليج إلى القاهرة، ليكتشف أن شقته باتت متاخمة لمقر السفارة الإسرائيلية. وعلى الرغم من الانطباع السلبي الذي قد يتركه الفيلم لدى الطاقم الدبلوماسي للسفارة الإسرائيلية في القاهرة، نظراً لما ينطوي عليه من رغبة في عدم وجود هذا المقر الدبلوماسي في مصر بشكل عام، إلا ان نيللي شيلا أبدت موقفاً مغايراً تماماً، وبات واضحاً أن ذلك لم يكن موقفها فقط، وإنما كان موقف السفير الإسرائيلي السابق "شالوم كوهين". وقالت نيللي: رغم ما قد يبديه الفيلم من انعدام رغبة الشارع المصري ومثقفيه من وجود التمثيل الدبلوماسي الإسرائيلي في مصر، إلا أن (السفارة في العمارة) ساهم بشكل غير مباشر في تعريف المواطن المصري البسيط بوجود سفير لدولة إسرائيل في القاهرة. ويمكن القول أن العمل السينمائي الذي كتبه المؤلف الشاب يوسف معاطي خلق -دون قصد بطبيعة الحال- حملة دعائية لخدمة الدبلوماسية والتواجد الإسرائيلي في مصر. والأصول الشامية كان لها بالغ الأثر في انسجام التعامل الدبلوماسي بين الفتاة سورية الأصل نيللي شيلا والسفير الجديد في القاهرة يتسحاق ليفانون، خصوصاً وأن الأخير ينحدر في أصوله الأسرية من لبنان، ولعل ذلك – على حد قول شيلا – هو ما خلق أجواءً من الهارموني المشترك بين الطرفين، وكان سبباً في إصرار ليفانون على اصطحاب شيلا للعمل إلى جواره في القاهرة حتى إذا كان ذلك لفترة معينة، تعود بعدها إلى عملها الدبلوماسي بمقر الخارجية الإسرائيلية في مدينة القدسالمحتلة. ولم يكن مستغرباً أن يتصدر الملفين السوري واللبناني وعلاقتهما بإسرائيل اهتمامات الدبلوماسية الإسرائيلية الشابة. فبدا واضحاً في حوارها ل"العربية نت" مدى تأثرها بكونها سورية الأصل. وعن ذلك تقول: في نهاية المطاف لابد أن يجلس الطرفان السوري والإسرائيلي إلى طاولة المفاوضات المباشرة دون وساطة، ولعل ذلك بات في طريقه للخروج إلى أرض الواقع، في ظل التقارب الدبلوماسي والسياسي - إذا جاز التعبير - بين واشنطنودمشق. وفيما يتعلق بحزب الله، ترى شيلا أن إسرائيل تتعامل مع تلك المنظمة على أنها فصيل مسلح تابع للحرس الثوري الإيراني، يتلقى أوامره من المرجعيات الشيعية في طهران، ولا تتجاوز علاقة سوريا به سوى قيامها بدور الوسيط أو القناة الرئيسية لإمداده بالسلاح والعتاد، واستغلاله كمنظمة مسلحة لخلق جبهة عسكرية ضد إسرائيل في الشمال. غير أن هذه الجبهة أو غيرها لن تُؤتي ثمارها في ممارسة ضغوط على إسرائيل، وإجبارها على الجلوس إلى طاولة المفاوضات مع السوريين، ومناقشة القضايا العالقة بين الطرفين، لا سيما هضبة الجولان ومشكلة المياه والأمن. وتضيف نيللي شيلا: العمل السياسي وحده هو الورقة الرابحة للوصول إلى التفاوض، ولعل ذلك كان واضحاً عندما أجرت حكومة أيهود باراك السابقة اتصالات بالسوريين، وأعربت إسرائيل في حينه عن استعدادها للانسحاب من 99% من مساحة الهضبة، نظير التزام دمشق بضمانات أمنية معينة، واستكملت المشوار نفسه حكومة أيهود أولمرت بوساطة تركية، غير أنه يبدو أن ضغوط إيران على سوريا وتجاوب دمشق معها تحول دون تطبيق هذه الرؤى على أرض الواقع."دنيا الوطن" ورفض النجم عادل إمام اعتبار فيلمه "السفارة في العمارة" الذي قدمه قبل 5 سنوات أنه كان دعاية لتواجد الكيان الإسرائيلي من خلال تمثيل دبلوماسي في مصر، حسب ما وصفته السورية نيللي شيلا، القائمة بأعمال السفارة الإسرائيلية في القاهرة. وأشار إلى أنه لا يقدم دعاية لقتلة الأطفال، مشدداً على موقفه الرافض للتطبيع، وأن فيلمه كان بهدف إبراز القضية الفلسطينية بأسلوب بسيط يسهل وصوله للجمهور باعتبار أن الإطار الكوميدي الساخر أفضل وسيلة لمعالجة القضايا السياسية, ونجاح الفيلم كان دليلاً على وعي الجمهور السياسي ووصول الفيلم إليه لا من أجل وصول معنى أن للكيان الإسرائيلي تمثيلاً دبلوماسياً في مصر، لأن هذا الخاطر لم يكن يمر بخيالنا عند تنفيذه. وأكد إمام ل"العربية.نت" أن السفارة الإسرائيلية والتمثيل الدبلوماسي الإسرائيلي موجود في مصر بعد اتفاقية السلام والكل يعرفه وتتناوله نشرات الأخبار، ومع كل غضبة وثورة في الشارع المصري من خلال الأفعال الإسرائيلية في الأراضي العربية المحتلة وما فعلته من قتل للنساء والأطفال وحربها على غزة ولبنان، كل ذلك كان سبباً في علو صوت المتشددين ضد التطبيع ومطالبتهم بطرد السفير الإسرائيلي من القاهرة. وقال: كون القائمة بالأعمال في السفارة الإسرائيلية قالت إن الفيلم دعم تواجد الدبلوماسية الإسرائيلية في القاهرة وإن الرجل البسيط عرف بهذا التواجد من خلال الفيلم هو قول خاطئ، لأنه لا يوجد بيت مصري من دون جهاز تلفزيون يبث ليل نهار أخبار الإسرائيليين، ويؤكد وجود سفير إسرائيلي في القاهرة، كما أن المواطن البسيط الذي تتحدث عنه لا يذهب إلى السينما، لأن جمهور السينما معروف من الشباب. ورفض إمام أن يكون فيلمه دعاية لإسرائيل، وأكد لو أنه كان يعرف أن الفيلم سيقدم دعاية لكان رفض العمل فيه. وفي سياق متصل، أكد مؤلف الفيلم يوسف معاطي ل"العربية.نت" أنهم قالوا 9 مرات في الفيلم "يسقط الاحتلال الإسرائيلي"، وهو شعار أقوى من مجرد رفض التطبيع، بل إن هناك شخصية في الفيلم قالت: أنا ضد قيام الدولة اليهودية، وهذا معناه أننا لا نقدم دعاية مجانية لإسرائيل من خلال أفلامنا التي أرى أنها تقدم قضايا وطنية. وشدد معاطي على أنه لم يقصد تحليل جذور وأبعاد التيارات السياسية في مصر, وقال: أردت أن أقول إنه رغم اختلاف هذه التيارات فكرياً إلا أنها تجتمع على رفضها للسياسات الإسرائيلية، والتيارات السياسية في مصر عميقة الجذور، وإذا كانت المشكلة انتهت برفض البطل للسفارة الإسرائيلية في عمارته، فإن النهاية لم تقدم حلاً بدليل عودة البطل للاشتراك في المظاهرات في آخر مشاهد الفيلم. وشدد معاطي على أن الفيلم قدم صورة للمجتمع الذي يرفض التطبيع, إلا أن الشخصية التي لعبها عزت أبوعوف نموذجاً للمطبعين، وليس معنى ذلك أننا مع التطبيع فالفيلم يرفض التطبيع برفضه وجود السفارة الإسرائيلية في عمارة إلى جانب شقة بطل الفيلم شريف خيري، وكل أفلامي الأخيرة اتهمت فيها بأنني مع التطبيع حتى الفيلم الذي لم يبدأ تصويره بعد "فرقة ناجي عطالله" اعتبروه فيلماً مع التطبيع. وقال: صحيح في "السفارة" البطل شخص غارق في ملذاته وفجأة يكتشف أن هناك قضية مهمة، فلم يكن يصح أن أظهره كشخص ملتزم، لأنه عندما يعود من الخارج يجد السفارة الإسرائيلية في الشقة التي بجانبه سيعود مرة أخرى وبالتالي لن يكون هناك فيلم، لقد حاولت أن أقوم بتحويل مسألة شخصية إلى قضية عامة، استطعت أن أصل بموضوع الفيلم إلى الشارع وهذا ما حدث بالفعل وهذا يكفي لكن ليس بغرض التعريف بوجود تمثيل دبلوماسي في مصر، أما المثقفون فهم على دراية بقضية التطبيع وليسوا في حاجة إلى فيلم ليطرح عليهم مسألة رفض التطبيع أو قبوله. وتابع معاطي: من المؤكد أن هذا الكلام غير صحيح، بدليل أن الفيلم في مجمله ضد التطبيع، وقد واجهتنا وقتها صعوبات كثيرة حتى يصل إلى الناس، وحدثت اعتراضات من الرقابة وبعض الأجهزة الحكومية واستطعنا إقناعهم بأن الفيلم لن يثير مشاكل، وعندما طلبوا بعض التعديلات على السيناريو رفضت، لأنني قدمت في الفيلم الفكر الذي أؤمن به، وليس فكر الحكومة أو فكر السفارة الإسرائيلية. وقال: تعمّدت عدم ظهور جيران للسفير غير عادل إمام، لأننا جميعاً نمثل هذا الجار، بالإضافة إلى أنهم من الممكن أن يكونوا تركوا له العمارة ورحلوا لأن كل واحد يتضرر من وجوده بطريقة ما، وما يهمني في هذا كله هو الانطباع الذي خرج به المشاهد من الفيلم، هل كان انطباعاً إيجابياً رافضاً للتطبيع أم كان انطباعاً سلبياً، وفي الإجابة عن هذا السؤال يكون ردي على نيللي شيلا وعلى كل من اتهموني بالترويج للتطبيع، وأقول إن رد فعل الجمهور في هذا الفيلم كان عظيماً، ولأول مرة في أفلامي أشاهد الناس تصفق في العديد من المشاهد. دعم "السفارة في العمارة" للدبلوماسية الإسرائيلية بالقاهرة إلى ذلك، كانت نيللي شيلا القائمة بأعمال السفارة الإسرائيلية بالقاهرة قد ذكرت في حوار سابق ل"العربية.نت" أنها تحب الفن المصري جداً، وتقدر نجوم السينما المصرية بشكل عام، إلا أنها تعشق نجم الكوميديا الكبير عادل الإمام، خاصة فيلمه "السفارة في العمارة"، الذي قام فيه بتجسيد مهندس مصري عاد من الخليج إلى القاهرة، ليكتشف أن شقته باتت متاخمة لمقر السفارة الإسرائيلية. وقالت شيلا في حوارها أيضاً: على الرغم من الانطباع السلبي الذي قد يتركه الفيلم لدى الطاقم الدبلوماسي للسفارة الإسرائيلية في القاهرة، نظراً لما ينطوي عليه من رغبة في عدم وجود هذا المقر الدبلوماسي في مصر بشكل عام، إلا أنها كانت ترى مثل السفير الإسرائيلي السابق شالوم كوهين أن الفيلم ساهم بشكل غير مباشر في تعريف المواطن المصري البسيط بوجود سفير لدولة إسرائيل في القاهرة. وقالت: يمكن القول إن العمل السينمائي الذي كتبه المؤلف الشاب يوسف معاطي خلق، دون قصد بطبيعة الحال، حملة دعائية لخدمة الدبلوماسية والتواجد الإسرائيلي في مصر."دنيا الوطن"