انطلقت فعاليات الدورة الثانية للمهرجان الدولي للفيلم الوثائقي بزاكورة يوم الجمعة 29 مارس 2013 بدار الثقافة و ذلك بتنظيم حفل افتتاح القيت فيه كلمات بدءا بكلمة الجمعية المنظمة و هي جمعية الفيلم الوثائقي بزاكورة و التي شار فيها الى اهمية الفيلم الوثائقي و دوره الثقافي في هذه المدينة ومستعرضا لفقرات الدورة من عرض الافلام و تنظيم الندوة الرئيسية التي تناقش العلاقة الممكنة بين الفيلم الوثائقي و المرأة . وركزت كلمة رئيس المجلس البلدي على اهمية السينما في المدينة التاريخية مشيرا الى استعداد المجلس لعقد الشراكات مع مثل هذه الفعاليات خدمة للثقافة و السينما بالإضافة الى كلمة ممثل دولة مصر العربية . وبعد ذلك قدم المنشطين أيوب الادريسي وزهرة تمكروت لجنة التحكيم المكونة من شيرين غيث المخرجة و المنتجة المصرية و المخرج ورئيس مهرجان سينما الهواة الاول في غزة السيد محمد فايق جرادة و الدكتور لحبيب الناصري رئيس المهرجان الدولي للفيلم الوثائقي بخريبكة و الدكتور بوشعيب المسعودي مدير نفس المهرجان وقد لوحظ غياب الناقد مصطفى الطالب في هذه اللجنة. و قدم كذلك اعضاء لجنة تحكيم النقد و المكونة من الناقد مبارك حسني و الدكتور عبد الله شيخ و الناقد حسن وهبي في اجواء تنشيطية جميلة تجمع بين الكلمة و الاغنية ترحيبا بجميع ضيوف المهرجان. وبذلك دخل المهرجان مرحلة المنافسة بعرض الافلام المبرمجة بعرض ثلاثة افلام وثائقية . و كانت البداية بفيلم "حسن الشرق" للمخرج المصري محمد عصام و الذي يتابع مسار فنان تشكيلي يسمى حسن الشرق و الذي منعزلا مع فنه حتى اكتشفته سيدة المانية نقلته الى العالمية من المانيا الى فرنسا و غيرها من الدول . فتحولت اعماله الجميلة الى اماكن مختلفة في العالم مما جعله يفكر في معرض او متحف يعرض فيه كل اعماله التشكيلية و التحف التي احبها من اجل التواصل مع الناس. تعرفنا على هذه المعطيات من خلال الكاميرا التي تتابعه وهو يحكي بكل صدق و عفوية. وعرض الفيلم الثاني و الذي يحمل عنوان " الهورناتشروس" للمخرجة المغربية دنيا نيوف و الذي تناول بالوثيق مسار المورسكيين الذين طردوا من الاندلس الى الرباط في نهاية القرن الخامس عشر ليقرروا الانتقام من الاوربيين بصفة عامة من خلال حملاتهم على السفن وغيرها عبر البحر . ومن خلال البحر ينتقل بنا المهرجان الى البحر الابيض المتوسط حيث تحكى قصة الهجوم على سفينة المساعدة الموجهة الى غزة يوم 31 ماي 2010. انه فيلم "مرمة تحت النار" للمخرج التركي دافيد سيغارا وهو لا يرصد الهجوم فقط يعود بنا الى التاريخ حيث معاناة الشعب الفلسطيني كما عانت شعوب اخرى من العنف و القتل لكن القوات الاسرائيلية لم تترك السفينة تقدم المساعدات الانسانية و بالتالي تكسير الحصار المضروب على الفلسطينيين في غزة. حضرت الدورة الثانية لمهرجان الفيلم الوثائقي مجموعة من الفعاليات فلسطينية و مصرية و دولية بالإضافة الى النقاد السينمائيين و الصحافة المكتوبة و المرئية و الالكترونية محلية وطنية و دولية. زاكورة المدينة الجميلة التي حافظت على طابعها المعماري الجميل هندسة ومنظرا تجعلك تتمتع بقدرة ابداع ساكنتها ذات اللباس الصحراوي الانيق و الخلق الحسن و هي فعلا تحتاج ليس فقط الى مهرجان للفيلم الوثائقي بل كذل الى مخرجين يؤرخون لهذه المدينة العاشقة للفن و للتاريخ . مدينة التواضع و الابداع و الحب . نتمنى ان تؤرخ لها السينما سواء بالفيلم الروائي كما تم التاريخ لمجموعة من المدن المغربية كالبيضاء طنجة ومراكش أو وثائقيا كما فعل مؤخرا حكيم بلعباس في فيلمه "محاولة فاشلة لتعريف الحب" كم هي جميلة تلك السينما الوثائقية التي تحتفظ لنا بالذاكرة وتحتفظ بالزمن الجميل . وأزمنة زاكورة غنية تاريخيا طبيعيا و ثقافيا و انسانيا فهل من مخرج يحفظها ؟ زاكورة من حسن وهبي