سلا مدينة مغربية تاريخية بامتياز، من المدن المغربية التي من الصعب فهم ذاكرة المغرب التاريخية والثقافية والاجتماعية والحضارية والشعبية، بمعزل عن هذه المدينة، التي ساهمت بقوة في صناعة تاريخ المغرب ومحاربة الاستعمار الفرنسي. مدينة سلا عما قريب، وبدءا من 17 شتنبر المقبل، ستعرف دورتها/مهرجانها الدولي المتخصص في مهرجان المرأة، مهرجان أصبح من المهرجانات السينمائية المتخصصة، في القول السينمائي النسوي، مهرجان سينمائي دولي بمعايير مفيدة للمغرب، خصوصا وأنه يقام في قاعة هوليود ذات البعد السينمائي والثقافي، وفي وسط حي شعبي بمدينة سلا مما يوحي برغبة المنظمين، في ضرورة تقريب فرجة السينما، إلى أكبر فئات من مكونات من المجتمع المغربي. هنا يحقق المهرجان واحد من الرهانات السينمائية المغربية الجوهرية والأساسية. مهرجان سلا ومن خلال تنوع مواده الفنية، وتكريماته وطبيعة الخريطة الجغرافية السينمائية المعتمدة، في هذه الدورة، ناهيك عن طبيعة الشخصيات المكرمة وما تثيره الأفلام المعروضة من نقاشات ثقافية وإعلامية مفيدة، كل هذا يوحي بكون مهرجان سلا هو حاجة ثقافية وفنية وتواصلية، مفيدة لبلدنا الذي ما فتئ يهتم بسؤال الفنون عامة والسينما خاصة، لاسيما وان الدولة تشكل المصدر الأساسي لدعم معظم المهرجانات السينمائية ببلادنا، ان لم نقل كلها، اذ يشكل هنا المركز السينمائي المغربي البوابة الأساسية والكبرى لدعم هذه المهرجانات على الأقل في سياق القوانين القديمة، بل وحتى في سياق القوانين الجديدة سيشكل هذا المركز صوتا تنظيميا وإداريا جوهريا. السينما عما قريب ستنعش سلا، ستذكرها في كونه مدينة محبة للغة الفنون، وهذا ليس غريبا عن مدينة الملحون والحرف المغربية التقليدية. سلا اليوم تؤكد، ومن خلال انتظامية الفترة المختارة للمهرجان ووصولها لهذا الرقم، كل هذا يؤكد مدى حرص الجهة المنظمة على تمسكها بهذا المشروع الثقافي الجمالي الذي، تحضر فيه المرأة بقوة، سواء على مستوى لجنة التحكيم أو على مستوى طبيعة الأفلام المنتقاة أو على مستوى المكرمات الخ، بل إن لغة المرأة كجسد وكدلالات حاضرة بقوة وفي ارقى أشكالها في طبيعة ملصق الدورة. الدكتور الحبيب ناصري رئيس المهرجان الدولي للفيلم الوثائقي بخريبكة / المغرب