رحلة عبر القطار الفائق السرعة من الرباط نحو طنجة ذهابا وإيابا، وازتها رحلة اكتشاف أخرى لهذا "البراق" الذي يخترق المحطات ويطوي للمسافات بسرعة وصلت في مداها الأقصى إلى 320 كلم/ الساعة.. انطلاقة الرحلة كانت ابتداء من التاسعة و50 دقيقة من محطة أكدال بالرباط، بعد انتظار طفيف لوصول "البراق" القادم من محطة الدارالبيضاء المسافرين، صاحبتها سلسلة محادثات ثنائية وثلاثية ورباعية بين الزملاء الصحافيين، ليصعد الكل بعدها متفرقا إلى مجموعات بين مقصورات الدرجة الأولى والثانية، قبل أن تتسلل إلى مسامعنا ذات النبرات النسائية التي اعتاد مرتادو مختلف قطارات المكتب الوطني للسكك الحديدية، مرحبة بهم ومعلنة عن محطات توقف القطار المقبلة.. ورغم أن المدة الإجمالية لهذه الرحلة المنظمة من قبل المكتب الوطني للسكك الحديدية لفائدة الصحافيين صباح اليوم الجمعة، لم تتجاوز الساعة و10 دقائق، فإنها بدت أقل بكثير لأنها لم تجب على تساؤلاتهم المتعلقة بأولى تجربة في امتطاء "البراق" الذي دشن انطلاقته رسميا الملك محمد السادس بمعية الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أمس الخميس 15 نونبر.. غابت أحاسيس التوجس وترقب التأخر "الاضطراري" وما يصاحبه من اضطراب في المواعيد لدى الركاب الصحافيين، والتي تجتاح عادة زبناء المكتب الوطني للسكك الحديدية المتعودين على امتطاء قطارات غالبيتها مهترئ مفتقد لأبسط شروط الراحة والنظافة.. ورغم ذلك، لم تغن هذه الظروف المريحة عن استحضار تجارب عاشها أغلبية الصحافيين على متن قطارات المكتب الوطني للسكك الحديدية، بحكم تنقلاتهم المهنية بين مختلف المدن المغربية.. تجارب سلبية سمتها عدم احترام دقة المواعيد من قبل المكتب وافتقاد أغلبية القطارات لشروط النظافة والسلامة، إضافة إلى حوادث السرقة وافتقاد الجانب الأمني على متن المقصورات وطول مدة الرحلات التي قد تبلغ مداها بسبب التوقفات المتكررة لقطارات المكتب الوطني للسكك الحديدية.. كل الأمل أن ينقذ العدد الإجمالي لقطارات "البراق" والبالغ 26 ، ما يمكن إنقاذه بالنسبة لمواطنين مغاربة اضطرتهم ظروفهم المهنية أو العائلية لامتطاء وسيلة النقل هاته على اختلاف علاتها..!!