تدخل حملة الانتخابات العامة في بريطانيا مراحلها الأخيرة الاثنين مع سعي رئيس الوزراء بوريس جونسون وزعيم المعارضة جيريمي كوربن الى حشد الأصوات قبل موعد الانتخابات الخميس. ويأمل جونسون في استعادة الأغلبية المحافظة التي خسرتها سلفه تيريزا ماي في الانتخابات الأخيرة التي جرت قبل عامين فقط. بينما يهدف كوربن إلى تغيير الوضع الراهن وتحقيق الفوز لحزبه وتولي رئاسة الحكومة لأول مرة منذ تسع سنوات. وتهيمن على الانتخابات مسألة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي والتي ستدخل في المجهول في حال فشل جونسون في الحصول على الأغلبية. وقال جونسون الاحد ان تأثير انتخابات الخميس سيستمر "لعقود". وأدت المخاطر والانقسامات الايديولوجية بين جونسون وكوربن إلى حملة اتسمت بالمشاكسات والطابع الشخصي حيث واجه جونسون مرارا أسئلة حول مدى موثوقيته بينما وجهت انتقادات لكوربن تتعلق بمعاداة السامية. وتبادل الرجلان الانتقادات حول بريكست في المناظرة التلفزيونية الأخيرة الجمعة، وكذلك بشأن العديد من القضايا الانتخابية المهمة ومن بينها الخدمات الصحية والتقشف والإرهاب. من شأن حصول حزب المحافظين على الأغلبية في الانتخابات أن يؤكد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، ولكن أية نتيجة أخرى يمكن أن تؤدي إلى إجراء استفتاء ثان والغاء نتيجة استفتاء 2016. واقترح زعيم حزب العمال التفاوض على شكل ناعم من بريكست في حال أصبح رئيسا للوزراء، لعرضه في الاستفتاء الثاني والاختيار ما بينه وبين البقاء في الاتحاد الأوروبي. ومن المقرر أن يزور جونسون ساندرلاند شمال شرق انكلترا والتي تؤيد بريكست الاثنين في مسعاه الأخير للحصول على أصوات العماليين التقليديين. وسيقول جونسون طبقا لمقتطفات من خطابه نشرها حزبه "حزب العمال خذلكم .. وتحت قيادة جيريمي كوربن وعد الحزب باحترام نتيجة الاستفتاء إلا أنهم صوتوا ضد بريكست في كل فرصة أتيحت لهم. لقد فازوا بمقاعدهم على برنامج زائف وبعد ذلك لم يأبهوا بالناس". وبالنسبة لكوربن كان خط الهجوم الرئيسي هو اتهام جونسون بفتح نظام الخدمات الصحية القومي للشركات الأميركية في مرحلة ما بعد بريكست في إطار اتفاق تجارة مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب. والاثنين سيرسي جون ماكدونيل الذي سيصبح وزيرا للمالية في أية حكومة عمالية مقبلة، أولويات تلك الحكومة والتي تشتمل على انهاء اجراءات التقشف، والاستثمار في "الثورة الصناعية الخضراء" وتأميم المنشآت الرئيسية. ومن المقرر أن يقول "لقد أهدرنا قدرات الناس في اجزاء كثيرة من البلاد .. وذلك بسبب الحكومات المتعاقبة التي تولت الحكم وتركت مصير مجتمعات بأكملها تحت رحمة قوى السوق". تراجع كوربن في استطلاعات الرأي خلال الحملة الانتخابية، ولم تظهر بعد مؤشرات تحقيقه تأييدا يشبه ما حققه في انتخابات 2017 التي حرمت ماي من الأغلبية في البرلمان. وأظهرت استطلاعات نشرت السبت أن حزب المحافظين يتقدم بمعدل 10% في استطلاعات الرأي. ويعتقد منظمو الاستطلاعات أن جونسون يحتاج إلى التقدم على حزب العمال بنسبة 6% على الأقل في انتخابات الخميس ليضمن الأغلبية في البرلمان. وشاب الحملة هجوم ارهابي في 29 تشرين الثاني/نوفمبر نفذه مسلح على جسر لندن بريدج أدى إلى مقتل شخصين فيما أطلقت الشرطة النار على المسلح عثمان خان وقتلته. وكان خان قد سجن بتهم ارهابية، إلا أنه تم الافراج عنه مبكرا ما أدى الى توجيه انتقادات للحكومة. وفي مناظرة الجمعة قال جونسون انه يعتقد انه "من الخطأ" الافراج عن خان قبل اكماله فترة سجنه. إلا أن والد جاك ميريت، احد ضحايا الهجوم والذي كان يساعد في مشروع اعادة تأهيل السجناء، هاجم جونسون. وكتب على تويتر "جونسون كذب واستخدم وفاة ابني للحصول على مكاسب سياسية". وأضاف "استفيقي يا بريطانيا: هذا الرجل محتال. أنه الأسوأ من بيننا .. سأصوت للخيار الأقل سوءا وهو ضد المحافظين". كما واجه كوربن لحظات غير مريحة اثناء الحملة خاصة بسبب ما قيل عن انتشار معاداة السامية بين حزبه. والاحد اعلن مركز سايمون وايزنتل الذي مقره الولاياتالمتحدة والذي يكافح معاداة السامية، الاحد أن كوربن هو أبرز شخص معادي للسامية في 2019، مضيفا أن بريطانيا ستصبح دولة "منبوذة" إذا أصبح رئيسا للوزراء. p.p1 {margin: 0.0px 0.0px 0.0px 0.0px; text-align: right; font: 12.0px ‘Geeza Pro'} span.s1 {font: 12.0px ‘Helvetica Neue'} المصدر: الدار أ ف ب