قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب الجمعة إنّه يرحب باحتمالية عقد محاكمة لعزله، منتقدا خصومه "المجانين" و"الفاسدين" الذين يحققون في إساءة محتملة من قطب العقارات الثري لسلطاته الرئاسية. وبعد أسبوع من شهادات درامية من مسؤولين حاليين وسابقين في إدارة ترامب، استخدم ترامب الذي يواجه أوقاتا صعبة محطة "فوكس نيوز" المفضلة له لعرض قائمة طويلة من المظالم التي يتعرض لها ضد مكتب التحقيقات الفيدرالي "افي بي اي" وخصومه السياسيين وقادة التحقيق في مسألة عزله والدولة العميقة وغيرهم. وقال ترامب "هؤلاء الاشخاص مرضى"، في خطاب طويل عبر الهاتف مع المحطة استمر 53 دقيقة أظهر مدى الغضب الذي يشعر به الرئيس من التحقيق الرامي لعزله والذي يهدّد فترته الرئاسية. وعزّز شهود، أدلوا بشهاداتهم تحت القسم، اتهامات بأن ترامب ربط دعما عسكريا تحتاج إليه أوكرانيا بشدة وزيارة مرغوبة للبيت الأبيض بإجراء كييف تحقيقات مع خصومه السياسيين. ومع عدم تأثر الجمهوريين على ما يبدو، وصف ترامب الشهادة بأنها "هراء تام" وقال إنه يستمتع بفرصة الدفاع عن نفسه. وقال للبرنامج الصباحي فوكس اند فريندز "بصراحة، أريد المحاكمة". ولم تختتم لجنة الاستخبارات في مجلس النواب رسميا دورها في التحقيقات، إذ يعتقد انها تنتظر قراراً قضائياً الاثنين قد يتيح لاعضائها إجبار كبار مساعدي ترامب على الإدلاء بشهادتهم. لكنّ الديموقراطيين يبدو عازمين على إجراء تصويت لعزل ترامب في مجلس النواب بحلول نهاية العام الجاري، ما سيؤدي إلى محاكمة الرئيس امام مجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الجمهوريون بنهاية يناير. إلا أنّ عزله من منصبه يحتاج إلى موافقة ثلثي مجلس الشيوخ. ومع تزايد احتمالية أن يكون ثالث رئيس أميركي يواجه اتهامات رسمية لعزله، بعد أندرو جونسون وبيل كلينتون، استشاط ترامب غضبا وأطلق عدة هجمات ضد المنافسين الذين يقودون جهود عزله. وقال ترامب أن خصمته الديموقراطية الرئيسية في الكونغرس رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي "مجنونة مثل بَق الفراش" لممارستها ضغوطا لإجراء محاكمة "مخادعة". كما وصف رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب آدم شيف، الذي يرأس المرحلة العلنية من التحقيق، ب"المجنون"، وشبهه ب"الجرو المريض" الذي يجب أن يحاكم بسبب "كذبه" حول جهوده في أوكرانيا "التي لا تشوبها شائبة". مع توالي عرض الشهادات أمام اللجنة، سارع ترامب إلى القول إنه "بالكاد" يعرف العديد من الشهود، بمن فيهم سفيره لدى الاتحاد الأوروبي غوردون سوندلاند الذي قال إن ترامب سعى إلى الحصول على مقابل من أوكرانيا. لكنّ قطب العقارات المنتمي لولاية نيويورك سارع إلى الدفاع عن محاميه الشخصي رودي جولياني، الذي برز في العديد من الشهادات بأنه دبّر سياسة الضغط على أوكرانيا. وقال ترامب: "رودي مقاتل جريمة عظيم"، مانحا دعما غير مشروط لأحد الشخصيات الأكثر إثارة للجدل في هذه الملحمة المرتبطة بأوكرانيا. وقال عن رئيس بلدية نيويورك السابق إنه "صديقي. إنه شخص عظيم وشخصية بارزة في هذا البلد". وكرّر ترامب أيضًا نظرية المؤامرة التي تردد أنّ أوكرانيا، وليس روسيا، تدخلت في الانتخابات الأميركية العام 2016، غداة شهادة العضو السابقة في مجلس الأمن القومي فيونا هيل التي نفت تلك الفرضية في شهادتها باعتبارها "قصة خيالية" قدمتها روسيا لإلحاق الضرر بالولايات المتحدة الاميركية. وقال ترامب إنّ أوكرانيا "لديها خادم (انترنت) من اللجنة الوطنية الديموقراطية"، مدعيا أن الديمقراطيين قدموا حاسب آلي إلى "شركة مملوكة لشخص أوكراني فاحش الثراء". وبدا أن الفرضية التي يتبناها ترامب أثارت قلق مذيعي فوكس بما في ذلك ستيف دوسي. وسأل دوسي ترامب متشككا "هل أنت متأكد من أن (الديموقراطيين) قدومها إلى أوكرانيا؟". ورد ترامب "هذه ما أعنيه وهذا ما طلبته بالفعل في مكالمتي الهاتفية"، في إشارة إلى محادثته في 25 يوليو مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وتعتبر محور التحقيق لعزله. وأبلغ ترامب زيلينسكي عن منافسه السياسي جو بايدن وضغط على الرئيس الأوكراني الجديد للتحقيق في شركة أوكرانية كان يعمل فيها ابن بايدن بينما كان والده نائبا للرئيس. ويقول الديموقراطيون بأن مطالبة ترامب رئيساً أجنبياً بان يحقق في شؤون خصومه المحتملين في الانتخابات الرئاسية المقررة العام 2020 بمثابة سلوك يستدعي عزله. لكنّ ترامب قال إنه كان يضغط فقط على أوكرانيا لتكثيف جهودها لمكافحة الفساد. إلا أنه يدعي أيضا أنّ آل بايدن متورطون في وقائع فساد. ولا يوجد أي دليل يدعم هذا الادعاء، لكن ترامب كرّره على محطة فوكس قائلاً "عليك أن تقول أن جو بايدن فاسد". وقال بايدن، الذي يتزعم سباق الترشح عن الحزب الديمقراطي لانتخابات العام 2020، إن ترامب يشوهه بمزاعم فساد لأنه يخشى ترشحه ومنافسته. تظهر استطلاعات الرأي أن الناخبين الأميركيين يعتقدون أن بايدن هو المرشح الذي يحظى بأفضل فرصة لهزيمة ترامب. لكن ترامب قاد استطلاعات الرأي الصادرة هذا الأسبوع والتي أظهرت فوزه في مناظرات افتراضية ضد بايدن وغيره من المرشحين الديموقراطيين في ولاية ويسكونسن، وهي ولاية دعمت ترامب في العام 2016 لكن الديموقراطيين يهدفون لاستعادتها في انتخابات العام المقبل.