يشهد قطاع غزة صباح الخميس بدء اتفاق تهدئة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية ولاسيما حركة الجهاد الإسلامي، وذلك بعد يومين من المواجهات التي أسفرت عن مقتل 34 فلسطينيا. وأعلنت مصر دخول الاتفاق حيز التنفيذ، بعد موافقة إسرائيل وحركة "الجهاد الإسلامي" على هذا اقتراح مصري في هذا الصدد. دخل اتفاق هش للتهدئة حيز التنفيذ صباح الخميس في قطاع غزة بعد يومين من المواجهات بين إسرائيل وحركة الجهاد الإسلامي وفصائل فلسطينية أخرى، أسفرت عن مقتل 32 فلسطينيا وجرح مئة آخرين. ولمحاولة وقف دوامة العنف الجديدة، وصل مبعوث الأممالمتحدة للشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف الأربعاء إلى القاهرة ليقوم مع المصريين الذين يستطيعون التأثير على غزة ويقيمون علاقات رسمية مع إسرائيل، بوساطة من أجل خفض التصعيد بسرعة. وذكر مصدر رسمي مصري ومسؤول كبير في الجهاد الإسلامي أن وقفا لإطلاق النار دخل حيز التنفيذ في قطاع غزة الخميس عند الساعة 05:30 (03:30 ت غ). وأكد مصدر في حركة الجهاد الإسلامي الاتفاق. وقال المسؤول المصري "تم التوصل إلى اتفاق تهدئة بعدما وافقت حركة "الجهاد الإسلامي" على مقترح مصري بهذا الشأن وذلك بعدما أُبلغنا بموافقة الاحتلال الإسرائيلي على التهدئة". وأضاف المسؤول نفسه أن الاتفاق ينص أيضا على "الحفاظ على سلمية مسيرات العودة" التي ينظمها الفلسطينيون كل يوم جمعة على الحدود بين إسرائيل وقطاع غزة منذ مارس 2018 للمطالبة برفع الحصار الإسرائيلي عن القطاع وبحق العودة للاجئين الفلسطينيين إلى الأراضي التي هجروا منها منذ العام 1948. وتابع المصدر نفسه أن الاتفاق يتضمن أيضا "موافقة إسرائيل على مقترح مصري بالوقف الفوري لإطلاق النار ووقف الاغتيالات وكذلك وقف إطلاق النار تجاه المتظاهرين في مسيرات العودة". من جهته، صرح مسؤول في الجيش الإسرائيلي مساء الأربعاء أن إسرائيل ستوقف عمليتها في غزة إذا توقفت الجهاد الإسلامي عن إطلاق الصواريخ على إسرائيل. قبل هذا الإعلان، شن الطيران الحربي الإسرائيلي سلسلة غارات جوية ليل الأربعاء الخميس وفجر الخميس استهدفت خصوصا مواقع تابعة لحركة الجهاد الإسلامي وعددا من المنازل. كما أطلق مقاتلون فلسطينيون عشرات القذائف والصواريخ تجاه المدن الإسرائيلية، وفق مصادر فلسطينية وإسرائيلية. وقُتل ستة فلسطينيين من عائلة واحدة بينهم ثلاثة أطفال وسيدتان في غارة جوية إسرائيلية في واحدة من الغارات الإسرائيلية استهدفت منزلهم في دير البلح في وسط قطاع غزة، وفق وزارة الصحة في غزة. وأكد مصدر أمني فلسطيني أن "صاروخا واحدا على الأقل أصاب المنزل ما أدى لتدميره واستشهاد كل من فيه من أفراد العائلة"، واصفا ذلك بأنه "مجزرة إسرائيلية جديدة". ولم تستهدف الغارات الإسرائيلية التي بدأت الثلاثاء مواقع لحركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة، بل مواقع لحركة الجهاد الإسلامي. وأفاد مسؤول مصري أن التهدئة "دخلت حيز التنفيذ في الخامسة والنصف من صباح اليوم الخميس". واندلعت المواجهات بعد اغتيال إسرائيل فجر الثلاثاء بهاء أبو العطا القيادي العسكري البارز في حركة الجهاد الإسلامي، وشن الطيران الإسرائيلي عشرات الغارات الجوية التي استهدفت خصوصا مواقع للحركة، فيما أطلقت الحركة وفصائل أخرى رشقات صاروخية تجاه المدن الإسرائيلية.