أكد مشاركون في جلسة حوارية حول وسائل التواصل الاجتماعي، ضمن فعاليات منتدى الشباب العالمي المنعقد حاليا بشرم الشيخ المصرية أن الدول النامية والأقل تطورا، لم تبلغ بعد المستوى الذي يمكنها من الاستفادة من هذه الطفرة التكنولولجية، وأثبتت أنها ليست مستعدة لمواكبة التطورات المتسارعة التي يفرضها هذا التحول التكنولوجي. وسجل المتدخلون ضمن هذه الحلقة النقاشية مساء أمس الاثنين، أن التكنولوجيا أصبحت واقعا ملموسا لا يمكن لأي أحد منعه أو الحد من انتشاره، غير أن تطويعها يتطلب مستوى من التطور على كافة الأصعدة وهو ما تفتقر إليه المجتمعات النامية والأقل نموا. وفي هذا الصدد قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إن استخدام شبكات التواصل الاجتماعي ساهم في إحداث تطورات جديدة وخطيرة قد تهدد سلامة وأمن المجتمعات لاسيما فى الدول الأقل تقدما، مبينا أن "المجتمع الدولي سيكتشف وقتها أن هذه المجتمعات لم تكن مستعدة لتلك التطورات". ودعا لتشكيل لجنة قومية تضمه خبراء ومسؤولين ومختصين، لمناقشة ووضع إستراتيجية لتعظيم الاستفادة من شبكات التواصل الاجتماعي. وأكد أن التطور الإنساني، لا يستطيع أحد إيقافه، وأن المجتمعات المختلفة تستطيع استيعاب كل تلك التطورات الإنسانية والتعايش معها على مر العصور، داعيا لتعزيز الاستفادة من الايجابيات التي تتميز بها شبكات التواصل الاجتماعي، وبذل كل الجهد لمواجهة السلبيات والأخطار التى يمكن استخدامها كوسيلة لتنفيذها. وطالب السيسي بالعمل على إعداد وتجهيز المجتمعات للتعامل مع التكنولوجيا الحديثة، حتى تتحول تلك المنصات إلى آليات للتعليم والصحة، بدلا من نشر الشائعات والهدم، مبرزا أهمية توعية الأسرة بمخاطر وإيجابيات هذا التطور. وسجلت باقي المداخلات أنه كلما ظهرت وسائل جديدة للتأثير إيجابا في الصراعات يتم استخدامها سلبا من الأطراف الأخرى ، محذرة من تداعيات سوء استخدام مواقع التواصل الاجتماعى على مستقبل البشرية. وسلط المتدخلون الضوء كذلك على أهمية دور مواقع التواصل الاجتماعي في الحياة الإنسانية، وعلى الأضرار التي أصابت المجتمعات نتيجة للاستخدام الخاطئ لها، حيث أوضح دانتيي ليكوتا، مدير الإعلام الاجتماعي بالصليب الأحمر الدولي بجنيف أن منظمات الإغاثة الإنسانية تستخدم تلك الوسائل للتواصل مع اللاجئين في منطقتي الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وفي جمع التبرعات لافتا إلى أن هذه التكنولوجيا سمحت بالوصول إلى 17 مليون متبرع حول العالم. أما فلافيانا ماتاتا، المديرة التنفيذية لمؤسسة لتمكين الفتيات من خلال التعليم فى تنزانيا ، فاستعرضت جهود المؤسسة في توعية الفتيات في بلادها ما مكن من وضع حد بشكل لافت للهدر المدرسي وفي القيام بحملات تحسيسية تهم الصحة والتعليم والتنمية المستدامة وطرق احداث مقاولات للتشغيل الذاتي. بدوها أكدت بيلي برانيل، الأخصائية النفسية، أن أن وسائل التواصل الاجتماعي لها تأثير خطير على الصحة النفسية للإنسان، وخاصة الأطفال غير الناضجين بالشكل الكافي والمدمنين على هذه الوسائل بشكل يجعلهم فريسة سهلة للإصابة بفقدان الثقة وقد يلجأون إلى المخدرات أو المشروبات الكحولية. وبالنسبة للباحثة المصرية فاطمة الزهراء عبد الفتاح، المختصة في الإعلام وتكنولوجيا الاتصالات، فاعتبرت أن وسائل التواصل الاجتماعي بدأت تتحول إلى ساحة لنقل وتداول الشائعات والأخبار المزيفة ما يشكل برأيها خطرا كبيرا خصوصا بالنسبة للدول التي تعاني من أزمات كبيرة. وحذرت من أن هناك توجها خطيرا لتزييف الصور والفيديوهات من خلال صفحات وحسابات وهمية، تستهدف أمن واستقرار الدول والمجتمعات الهشة. ويختتم المنتدى اليوم بعد أربعة أيام تم خلالها تنظيم جلسات نقاشية تمحورت حول قضايا التنمية من قبيل "الأمن المائي في أعقاب التغير المناخي" و "المساعدات الإنسانية: مسؤولية دولية في مواجهة التحديات" و "دور قادة العالم في بناء واستدامة السلام". كما ناقش المنتدى مواضيع "الثقافة والفن في مواجهة التطرف الفكري والإرهاب" و "ما بعد الحروب والنزاعات: آليات بناء المجتمعات والدول"، و "تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة: نحو عالم أكثر تكاملا" و "فرص العمل في عصر الذكاء الاصطناعي".