ظن كثيرون أن ملحمة الجمهور الرجاوي في المركب الرياضي محمد الخامس، أثناء استقبالهم فريق هلال القدس الفلسطيني، في منافسات كأس محمد السادس للأندية البطلة، ستبقى حبيسة "سطاد دونور"، وأنها لن تتجاوز استوديهات التحليل، المحلية والعالمية.. وكأبعد تقدير، تحولها إلى مجرد ذكرى يعود إليها جمهور "الخضرة" بنوع من النوستالجيا. والحال، أن هذه المباراة التاريخية، كما توضح "الصور المرفقة"، حققت ما لم تحققه عديد السياسات التي تحاول إنعاش الذاكرة المغربية بالقضية الفلسطينية، خاصة حينما أبدع جمهور "المكانة" تيفو عبارة عن رسم كاريكاتيري، برز فيه حنظلة من جديد، يتوسط عبارة "حتى النصر" ووجهه أمام الحائط الذي يفصل الفلسطينيين عن أراضيهم المغتصبة. اليوم، خرج الطفل حنظلة، للكاريكاتيريست ناجي العلي، الذي اغتالته الآلة الصهيونية، من مدرجات "سطاد دونور"، باحثا عن ملجأ في الشوارع البيضاوية، ليجد فيها ضالته. إذ منذ المباراة التاريخية بين الرجاء والهلال المقدسي، وجد الجمهور الرجاوي في حنظلة بديلا للتعبير عن حب الفريق من جهة، وعن التشبث بالقضية الفلسطينية من جهة ثانية، وهي طريقة حضارية في التعبير، من شأنها محو بعض العبارات الكلاسيكية الممجدة للنسر الأخضر.