تقود دوقية اللوكسمبورغ الكبرى الأسبوع المقبل بعثة من رجال الأعمال رفيعي المستوى الى المغرب، وهي الثانية من نوعها في أقل من أربع سنوات، بهدف تعزيز التعاون الاقتصادي وإعطاء دفعة للمبادلات التجارية بين البلدين. وأبرز نائب رئيس الوزراء، وزير الاقتصاد بحكومة اللوكسمبورغ، إتيان شنايدر في تصريح لوكالة المغرب العربي للانباء بشأن الإمكانات التي تتيحها هذه البعثة، أن "الشروط متوفرة من أجل تطوير أكثر للعلاقات التجارية بين البلدين" خاصة وأن"موقع المغرب كبوابة لولوج السوق الأفريقية يثير اهتماما كبير ا لدى الشركات باللوكسمبورغ التي ترغب في تطوير نشاطها في هذه القارة ". ودعا نائب رئيس وزراء اللوكسمبورغ في هذا الإطار الى تعزيز المبادلات التجارية بين المغرب واللوكسمبورغ، بحيث تتخذ شكل "شراكة اقتصادية مكرسة لتحقيق نتائج ذات نفع متبادل". من جانبه، أكد رئيس غرفة التجارة باللوكسمبورغ لوك فريدن، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء أن "المغرب والدوقية الكبرى يتقاسمان الطموح لتنويع اقتصادهما، وخاصة من خلال الابتكار". فمن جهة، فإن المغرب عاقد العزم على التنويع والتوجه نحو أسواق ذات قيمة مضافة عالية، ومن جهة أخرى، تعد اللوكسمبورغ ، التي تعد واحدة من الدول ال 15 الاكثر ابتكارا في العالم (متقدمة على فرنسا واليابان والصين وإسبانيا)، ارض استقبال للشركات الناشئة، الشركات المغربية التي ترغب في دخول السوق الأوروبية. وبعد أن ذكر بالعديد من المؤهلات التي تتمتع بها المملكة ، أشار الوزير السابق في حكومة اللوكسمبورغ الى أن اهتمام القطاع الخاص ببلده بالمغرب "أصبح أكثر وضوحا وهذا يتجسد في عدد الشركات التي ستشارك في هذه البعثة ". ولم يفت المسؤولان اللوكسمبورغيان التأكيد على أن هذه البعثة الجديدة تندرج في اطار من الاستمرارية والمسار الطبيعي تماما لعلاقة تاريخية بين البلدين، مذك رين ببعثة اللوكسمبورغ الاقتصادية التي تم ايفادها في أبريل 2015 الى المملكة، والتي عكست إرادة اللوكسمبورغ لتعزيز العلاقات الاقتصادية مع المغرب، وكذا العلاقات التجارية بين البلدين و تحديد الفرص التجارية الجديدة. وكان شارك في هذه البعثة وفد من رجال الاعمال يضم حوالي ستين ممثلا ل 40 شركة من عدة قطاعات اقتصادية باللوكسمبورغ، والتي كشفت عن رغبة قوية في التعاون الاقتصادي الثنائي، لا سيما في مجال الرقمنة، وأكدت أن تكثيف العلاقات الاقتصادية في القطاع الرقمي سيكون ذا فائدة متبادلة. وفي هذا المجال بالذات، زار وفد مغربي من وكالة التنمية الرقمية اللوكسمبورغ في يونيو الماضي. وتمكن من تحديد مجالات ملموسة للتعاون بين الجهات الفاعلة المؤسسية في ما يتعلق بالرقمنة. كما أقامت وزارة الاقتصاد وغرفة التجارة باللوكسمبورغ لأول مرة جناح اللوكسمبورغ في المعرض الدولي لتكنولوجيا المعلومات ، الذي نظم يومي 27 و 28 نوفمبر 2018 في الصخيرات.