يعيش آلاف المغاربة، هذه الأيام، ما يمكن تسمته علميا ب"الفقصة الكبرى" الناتجة عن اختلالات الدخول المدرسي الرسمي "المُعنكش"، التي جعلت المكتبات في المغرب، تتحول إلى ديوان المظالم، تستقبل شكاوى عباد الله، حول معاناتهم مع المقرر المدرسي المفقود. المعطيات المتوفرة حاليا، تقول إن المقرر المدرسي، تعرض للاختفاء القسري الذي تجرمه كل المعاهدات الدولية. وأن وزير التربية الوطنية السي أمزازي، الوصي الأول على "المقرر" لا يهش ولا ينش.. بل ولا يتوفر حاليا على قرار للضغط على "لوبي" المقررات المدرسية، من أجل تحريرها مما يعتبره الآباء والأمهات، اعتقالا تعسفيا سافرا. الآن، وبعد مرور أزيد من أسبوع على الدخول المدرسي، مايزال الوزير يعتبر ما تعرض له الكتاب المدرسي، قرار خارج عن إرادته، ويدخل في حكم "المكتاب".. حيث بدا وهو يتحدث في الموضوع، كما لو أن لسان حاله يقول للآباء والأمهات " عدِّيوْ بالدْفاتَرْ بِينْ مَا بَانْ لكتاب" تماشيا مع المثل المغربي القائل "عديو بالنعالة حتى يبان الصباط". ولأن "علامة الدار على باب الدار"، فإن الرهان على إصلاح التعليم، وجعل موسم 2019 أول انطلاقة للإصلاح الفعلي، لن يتحقق مع الشعور "بالفقصة الكبرى"، وأيضا مع البحث عن المقرر المفقود، خاصة وأن الكل يجزم من الآن بأن نتيجة هذا الإصلاح ستظهر عند نهاية الموسم الدراسي، من باب "الأمور بخواتمها".. آنذاك، إذا سأل سائل عن السبب ومسببات العطب، أحيلوه على المثل الدارجي القائل: "قال ليه جري بَاك طاح.. جاوبو من الخيمة خرج مايل".