في ورقة تحليلية خطها فرانسيس غايلز، المحلل الإقليمي البارز والباحث المقيم في "مركز برشلونة للشؤون الدولية"، قدم هذا الأخير، تقييما للحالة الراهنة لاقتصادات البلدان المغاربية. وأكد فرانسيس غايلز، أن المغرب لديه "مستقبل اقتصادي أكثر إشراقًا مقارنة بجيرانه الثلاثة في الشرق"، رغم أن النمو لازال بطيئا للغاية، يوازيه أيضا مستوى عال من البطالة"، وهو واقع مؤلم ينعكس في آراء الشباب المغربي التي استقاها البارومتر العربي الأخير الخاص بالشباب العربي، دون نسيان فوارق الدخل الواسعة". يرى المخبير الإقليمي أن آفاق النمو الأكثر طموحاً تنعكس في نجاح القطاع المالي المغربي ومجموعة المكتب الشريف للفوسفاط، لدورهما في بناء اقتصاد إفريقيا، كما أن ميناء طنجة المتوسط يلعب دورا كبيرا في الاقتصاد المغربي. لكنه بالمقابل يؤكد على أهمية التوزيع العادل للثروات، وخلق فرص الشغل في استقرار البلاد اجتماعيا، خصوصا في ظل وجود طبقة لاتزال تستأثر بالامتيازات الاقتصادية، أمام شباب مغربي يراوده حلم مغادرة البلاد صوب أوربا". يستمر القطاع الصناعي في المغرب، في التوسع، وأكبر مثال هو صناعة السيارات في القنيطرة، الذي يؤكد على أهمية وضعية المغرب كبوابة لأفريقيا ومورد لجيرانها الأوروبيين. في مقال نُشر في مجلة Arab Weekly ، احتل المغرب المرتبة الرابعة في إفريقيا في الاستثمار الأجنبي المباشر في عام 2018 ، بزيادة قدرها 36٪ عن عام 2017 ، في قطاعي المالية والسيارات بشكل أساسي. كما كتب بوابة الأونكتاد، التي تعد التصنيف العالمي، أن "المغرب مستمر في الاستفادة من الأداء الاقتصادي المستقر نسبياً، بالإضافة إلى وجود اقتصاد متنوع يجذب الاستثمار الأجنبي في التمويل والطاقات المتجددة، والبنية التحتية وصناعة السيارات". في الجزائر، يعيش الاقتصاد أسوء أيامه بسبب الوضع السياسي المتوتر، كما أن حملة التطهير التي دشنها الجيش تعيق قرارات الاستثمار، مما أثر على آفاق النمو، وعلى فرص الشغل، مما فتح الباب على المجهول، وأثار سؤالا ، لا يستطيع أحد الإجابة عليه، وهو: ما حجم الضرر الذي يلحق بالاقتصاد الجزائري؟، خصوصا وأن رئيس أركان الجيش الجزائري أحمد جيد صلاح، محاط بأشخاص أميون اقتصاديًا، على استعداد لتضخيم. في تونس وليبيا، يكتب غيلز "المواهب المهنية الموجودة داخليا وخارجيا قد يكون لها دور كبير وايجابي على الاقتصاد، في حالة ان تم تغيير الثقافة المهيمنة في المجتمع، مبرزا أن هناك شيئان يتعين القيام بهما في حالتي تونس وليبيا، " كلما انخفضت حدة التدخل الأجنبي كلما كان المستقبل أفضل، وأكثر استدامة. الشباب يأملون في المستقبل، ستبقى الآفاق طويلة الأمد".