ألقت السلطات الأمنية أمس الأربعاء القبض على مغربي سبق للسلطات المغربية أن تقدمت بمذكرة اعتقال في حقه بسبب اتجاره في المخدرات على الصعيد الدولي. وتم القبض على المتهم في منطقة "بويرتو بانوس" في ماربيا، بمنطقة الكوستا ديل صول في الجنوب الإسباني، حيث يرتقب ترحيله إلى المغرب في الأيام القليلة المقبل، حسب ما أفادت به مصادر أمنية إسبانية. وحسب مذكرة البحث المغربية، ولائحة الاتهامات المتضمنة إياها، فإن المتهم تنتظره حوالي عشر سنوات من السجن على الأقل في المغرب، بالنظر إلى خطورة الأفعال المرتكبة، ووجوده ضمن لائحة من المبحوث عنهم في مجال الاتجار في المخدرات داخل المغرب وخارجه. وكانت آخر عملية قام بها المعني بالأمر هي محاولة تهريب كميات ضخمة من الحشيش، انطلاقا من ميناء الناطور، نحو هولندا، وهي العملية التي أفشلتها المصالح الأمنية المغربية، وتم على إثرها اعتقال عدد من المتورطين. ويكشف اعتقال المهرب المغربي في مدينة ماربيا الإسبانية عن واقع سريالي بهذه المدينة التي صارت مأوى لعدد قياسي من المهربين المطلوبين قضائيا، كما أنها صارت بؤرة للمافيا الدولية بمختلف جنسياتها، على رأسها المافيا الروسية واللاتينية، ووجود مهربين مغاربة بارزين صدرت في حقهم مذكرات بحث على الصعيد الدولي. ومنذ الحملة الشهيرة ضد التهريب وتجارة المخدرات التي بدأت نهاية تسعينيات القرن الماضي في المغرب، زمن وزير الداخلية الراحل ادريس البصري، فإن ماربيا الإسبانية تحولت إلى ملجأ لأبرز المهربين المغاربة المطلوبين أمنيا، ومنذ ذلك الوقت لا تزال تؤدي دورها كأفضل مأوى لهؤلاء المهربين، ومعهم عدد قياسي من المهربين من مختلف الجنسيات. وخلال تلك الحملة الشهيرة، لجأ إلى ماربيا عشرات المهربين المغاربة، سواء من الذين كانوا ملاحقين أمنيا وقضائيا، أو من الذين كانوا يتخوفون من وجود أسمائهم على لائحة المطلوبين، وهؤلاء هرّبوا معهم أموالا كبيرة وضعوها في البنوك الإسبانية أو الأوربية. واكتسبت ماربيا، وخصوصا منطقة بويرتو بانوس، شهرة عالمية في الترف والتبذير، حيث يقصدها مهربو المخدرات ومبيضو الأموال من كل مناطق العالم، وهناك يستمتعون بأمان قد لا يجدونه في أي مكان آخر من أوربا. غير أم ماربيا لم تكتف فقط بالاستضافة الآمنة للمهربين ومبيضي أموال الاتجار في المخدرات، بل إنها صارت ملجأ آمنا، أيضا، لعدد كبير من لصوص المال العام من مختلف مناطق العالم، والذين اقتنوا فيها منازل أو قصور فارهة، وعادة ما يمضون فيها أحلى أوقات العمر، بعيدا عن أية ملاحقة أمنية أو مذكرات بحث.