كشفت صحيفة "لاراثون" الإسبانية أن القيادة العسكرية الأمريكية في أفريقيا (أفريكوم) تخطط لنقل مقرها الرئيسي من شتوتغارت الألمانية إلى مدينة القنيطرة في المغرب. هذه الخطوة، التي لم يتم الإعلان عنها رسميًا بعد، تمثل تحولًا استراتيجيًا في التواجد العسكري الأمريكي بالقارة الأفريقية، وتعكس الأهمية المتزايدة للمغرب كشريك رئيسي للولايات المتحدة في المنطقة. يأتي اختيار المغرب استنادًا إلى عدة عوامل، أبرزها موقعه الجغرافي الاستراتيجي بين أوروبا وأفريقيا، مما يمنح القوات الأمريكية قدرة لوجستية أفضل للتحرك والانتشار في مناطق مختلفة بالقارة. كما أن استقرار المغرب السياسي والأمني يجعله قاعدة آمنة ومثالية لقيادة العمليات الأمريكية في أفريقيا، خاصة مع تصاعد التهديدات الأمنية في عدة مناطق أفريقية. وتعتبر العلاقات الوثيقة بين البلدين، التي تشمل تعاونًا عسكريًا طويل الأمد، عاملًا رئيسيًا في هذا القرار، حيث يستضيف المغرب بشكل دوري مناورات عسكرية مشتركة مثل "الأسد الأفريقي"، التي تُعد من بين أكبر التدريبات العسكرية في القارة. من المتوقع أن يتطلب نقل المقر استثمارات كبيرة في البنية التحتية العسكرية بمدينة القنيطرة، إضافة إلى تعزيز التعاون الاستخباراتي والتدريبات المشتركة بين القوات المغربية والأمريكية. وقد يؤدي هذا القرار إلى تعزيز الأمن الإقليمي، لا سيما في مجال مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة. إذا تأكد الخبر رسميًا، فإن نقل مقر أفريكوم إلى المغرب سيكون نقطة تحول مهمة في السياسة الدفاعية الأمريكية تجاه أفريقيا، مما سيعزز مكانة المملكة كشريك استراتيجي رئيسي لواشنطن ويفتح الباب أمام تعاون أمني وعسكري أكثر عمقًا بين البلدين.