استقبل السيد ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، رئيس الجمعية الوطنية للجمهورية الإسلامية الموريتانية، السيد محمد بمب ولد مكت، اليوم الجمعة في الرباط. اللقاء الذي يأتي في إطار تعزيز التعاون بين البلدين الشقيقين، شهد استعراضًا لعلاقات الصداقة والاحترام المتبادل التي تجمع المغرب وموريتانيا. وقد أكد الجانبان خلال الاجتماع على أهمية مواصلة تعزيز هذه العلاقات في مختلف المجالات، بما في ذلك المجالات السياسية، الاقتصادية، والثقافية. الزيارة تأتي في سياق سياسي مهم، حيث أن هذا اللقاء يتزامن مع خطاب صاحب الجلالة الملك محمد السادس أمام البرلمان بمناسبة افتتاح الدورة الأولى من السنة التشريعية الرابعة للولاية التشريعية الحادية عشرة. في خطابه، أكد جلالته على أهمية الدبلوماسية البرلمانية في الدفاع عن الوحدة الترابية للمملكة المغربية، خاصة فيما يتعلق بمغربية الصحراء. وهذا يبرز دور البرلمانين المغربي والموريتاني في تأكيد الحقوق الوطنية للمغرب وتوحيد المواقف بينهما في المحافل الدولية. في هذا السياق، كان اللقاء فرصة لتسليط الضوء على دور البرلمانات في تعزيز هذه القضية الحيوية. فيما يتعلق بالمبادرات البرلمانية، تم التذكير بأهمية إطلاق "المنتدى البرلماني المغربي الموريتاني" الذي تم الإعلان عنه في فبراير الماضي. هذا المنتدى يعد خطوة هامة نحو تعزيز التنسيق البرلماني بين البلدين، ويهدف إلى تعزيز التفاهم المشترك بين المشرعين في كلا البلدين، مما يساهم في توثيق الروابط بين الشعبين المغربي والموريتاني على مختلف الأصعدة. كما تم الإشارة إلى تأسيس "مجموعة الصداقة البرلمانية موريتانيا-المغرب" التي تم إنشاؤها هذا العام، وهي مجموعة تضم 20 نائبًا من مختلف الأطياف السياسية الموريتانية، بما في ذلك أعضاء من الأغلبية والمعارضة. تعتبر هذه المجموعة واحدة من أهم مجموعات الصداقة البرلمانية في الجمعية الوطنية الموريتانية، نظرًا لتنوع أعضائها وأهميتها السياسية في المشهد البرلماني الموريتاني. هذا التشكيل يساهم في خلق أرضية قوية للتعاون السياسي المشترك بين البلدين. يُعتبر هذا التطور في العلاقات البرلمانية بين المغرب وموريتانيا خطوة استراتيجية تعكس إرادة البلدين في تعزيز التعاون الثنائي على كافة الأصعدة. كما يظهر الأثر الكبير لهذا التعاون في مجالات الأمن والاستقرار الإقليمي، بالإضافة إلى ضرورة التنسيق المستمر بين برلماني البلدين لمواجهة التحديات الإقليمية والدولية.