أصبحت حماية البنى التحتية الرقمية أولوية استراتيجية للمغرب في ظل تصاعد التهديدات السيبرانية. فقد رصدت المديرية العامة لأمن نظم المعلومات (DGSSI)، التي تعمل تحت إشراف القوات المسلحة الملكية (FAR)، ما مجموعه 644 هجومًا سيبرانيًا خلال العام الماضي. تعكس هذه الأرقام تزايد المخاطر الرقمية التي تستهدف المؤسسات العامة والقطاعات الخاصة على حد سواء. وفي مواجهة هذا الوضع، كثّف المغرب جهوده لتعزيز أنظمته الدفاعية من خلال اعتماد حلول تكنولوجية متقدمة وتنظيم حملات توعية موجهة للمستخدمين. كما تعمل المديرية العامة لأمن نظم المعلومات بالتعاون مع شركاء دوليين لتبادل المعلومات حول التهديدات المستجدة، وتطوير استراتيجيات استباقية تهدف إلى تأمين البنى التحتية الحيوية. ويأتي هذا الجهد في إطار رؤية شاملة ترمي إلى بناء نظام قوي للأمن السيبراني، وهو أمر ضروري للحفاظ على الاستقرار الوطني وتعزيز التنمية الاقتصادية في البلاد. من خلال الاستثمار في التكوين واعتماد أحدث التقنيات، يؤكد المغرب التزامه بمواجهة المخاطر السيبرانية، مما يعزز مكانته كفاعل إقليمي بارز في مجال الأمن الرقمي.