أقدمت الجزائر مرة أخرى على تجاوز الحدود الدبلوماسية والأخلاقية بمحاولة تهريب ما يسمى "الجمهورية الصحراوية" الوهمية إلى اليابان. جاءت هذه الواقعة بعد حادثة تهريب زعيم جبهة البوليساريو، إبراهيم غالي، إلى إسبانيا في أبريل 2021 بجواز سفر مزور تحت اسم "ابن بطوش". وفقًا لما كتبه الدكتور لحسن حداد، الوزير السابق والأستاذ الجامعي، في تدوينة على صفحته على موقع اكس، فإن الجزائر قامت بدس "الجمهورية الصحراوية" في حقيبة دبلوماسية، في تصرف يشبه السارق الذي يحاول التسلل دون أن يلاحظه أحد. يتم تهريب هذا الكيان المزعوم إلى داخل قاعة المؤتمر في اليابان، حيث يتم تقديمه كدولة ذات سيادة عضو في الاتحاد الإفريقي، رغم افتقاره للأرض والحدود والمؤسسات. يُطرح هنا سؤال جوهري: كيف يمكن لكيان يدعي العضوية في الاتحاد الإفريقي أن يتم تهريبه بهذه الطريقة الملتوية؟ وكيف يتسنى لشخص تم دخوله إلى اليابان بصفة جزائري أن يتحول فجأة إلى ممثل لهذا الكيان الوهمي؟ يتساءل الدكتور لحسن حداد. إن هذا التصرف، يؤكد الوزير السابق، يعد انتهاكًا صارخًا لأعراف الدبلوماسية الدولية واحترام سيادة الدول المضيفة. ما جرى في اليابان يمثل تصرفًا مشينًا يلقي بظلال من الشك حول مدى احترام الجزائر للأعراف الدولية، ويعكس طبيعة المحاولات المستمرة لتعزيز وجود كيان غير معترف به دوليًا. وختم الدكتور لحسن حداد تدوينته، بانه يبقى هذا التصرف وصمة عار في تاريخ الدبلوماسية الجزائرية، ويضع تساؤلات حول مدى مصداقية الجزائر في التعامل مع قضايا المنطقة وأزماتها.