في عالم السياسة المعقد والمتغير، هناك أفراد يعملون خلف الكواليس ويشكلون مسارات قادة العالم دون أن يظهروا في دائرة الضوء. أحد هؤلاء الأفراد هو الفاتح علي حسنين، الشخصية السودانية التي أثرت بعمق في الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. حسنين، الذي لم يكن اسمًا مألوفًا في الأخبار، كان له تأثير عميق على أردوغان وفكره السياسي، مما ساعد في تشكيل مستقبل تركيا الحديثة. البدايات في السودان ولد الفاتح علي حسنين في بيئة تقليدية في السودان، حيث نشأ في ظل تقاليد دينية راسخة. تعليمه المبكر في المدارس الدينية السودانية زودته بأساس قوي في الفقه والشريعة، مما جعله شخصية متميزة في مجتمعه. ومع ذلك، لم يتوقف طموحه عند حدود بلده، بل قاده شغفه بالمعرفة والسعي لتطبيق القيم الإسلامية في العالم الحديث إلى السفر والتوسع في رحلاته الفكرية. الرحلة إلى تركيا وبداية التأثير في تركيا، وجد حسنين بيئة كانت في خضم تحولات سياسية واجتماعية كبيرة. في هذا السياق، برزت أهمية الفاتح علي حسنين، حيث أصبح يُنظر إليه كمرجع فكري وروحي. هناك، بدأت علاقته بالرئيس التركي المستقبلي رجب طيب أردوغان، حيث وجد فيه الأخير نموذجًا يُحتذى به. بفضل إلمامه الواسع بالتاريخ الإسلامي وعمق رؤيته للتحديات التي تواجه العالم الإسلامي، أصبح حسنين المرشد الذي شكل نظرة أردوغان للعالم والسياسة. من خلال لقاءات مستمرة ومناقشات معمقة، زود حسنين أردوغان برؤية متكاملة تجمع بين القيم الإسلامية وأسس الحكم الحديث. كان تأثيره واضحًا في توجهات أردوغان نحو تحقيق توازن بين التقاليد الإسلامية ومتطلبات العصر الحديث. هذا التأثير لم يقتصر على الجانب الديني فقط، بل امتد ليشمل أسس التفكير الاستراتيجي والسياسي. على الرغم من رحيل الفاتح علي حسنين، إلا أن إرثه لا يزال حيًا من خلال القيم والأفكار التي غرسها في أردوغان وتلاميذه الآخرين. إن تأثيره العميق في السياسة التركية يمكن ملاحظته في السياسات والمواقف التي يتبناها أردوغان حتى اليوم. حسنين لم يكن مجرد معلم، بل كان مرشدًا ساهم في تشكيل رؤية أمة. تظل قصة الفاتح علي حسنين شاهدة على القوة الكامنة في الإرشاد الفكري وتأثيره في صنع القادة. برغم قلة ما يُعرف عنه، فإن بصمته في التاريخ الحديث لا يمكن إنكارها. كان حسنين العقل المفكر الذي ساهم في وضع الأسس التي قامت عليها مسيرة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.