قلة من يعرفون أن الدكتور الفاتح علي حسنين، مستشار الرئيس البوسني السابق علي عزّت بيغوفيتش، الذي زاره مؤخرا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في داره بالعاصمة السودانية الخرطوم، على هامش زيارته للسودان في إطار جولته الأفريقية، من أصول مغربية. وكان الدكتور الفاتح قد زار أردوغان حين كان في السّجن قبل أن يصبح رئيسًا للوزراء بسنوات، وقال له: "مرحبًا بالرئيس التركي القادم". وفي ذلك يقول الفاتح: "الغازي رجب طيب أردوغان، وكلمة غازي تطلق على السلاطين العثمانيين العظام ممن كانوا من الفاتحين والحكام المؤثرين والمجاهدين. وعندما تولى رجب أردوغان رئاسة محلية إسطنبول الكبرى التي ميزانيتها تفوق الخمسة عشر مليار دولار في السنة نجح في ذلك نجاحًا تامًا، فتآمرت عليه قوى الشر اليهودي الماسوني العلماني، فزجوا به في السجن". ويتابع قائلًا: "أضافوا إلى ذلك حرمانه من العمل السياسي عددًا من السنين، ولكن انقلب السحر على الساحر، وأصبح دخوله إلى السجن مبلورًا لشخصيته القيادية وزعامته للمجتمع التركي المسلم، فخرج من السجن وكوّن حزبًا سياسيًا جديدًا اكتسح به الانتخابات ووصل لزعامة الأمّة التركية وأسّس لاستمرارية الحكم الرشيد في تلك الجمهورية لعدد من السنين". ويضيف: "أذكر أنّني زرته في سجنه قبل أن يصبح رئيسًا للوزراء بسنوات، وقلت له مرحبًا بالرئيس التركي القادم، واستغرب لذلك، وقال لي أنا الآن مسجون ومحروم من العمل السياسي فكيف أكون رئيسًا لتركيا؟. وقد زرته قبل شهور بعد أن أصبح رئيسًا لتركيا وجلست معه لخمس ساعات بحضور البروفسور داود أوغلو وذكّرته بذلك الحديث". والدكتور الفاتح علي حسنين هو طبيب وناشط خيري إسلامي من أصول مغربية، وُلِدَ في مدينة كركوج بولاية سنار في السودان عام 1946، وتخرج من كلية الطب بجامعة بلغراد، وحصل على دبلوم الأمراض الباطنية من جامعة فيينا بالنمسا. تولّى الدكتور الفاتح رئاسة مجلس الأمناء بجمعية المغاربة، وأسس اتحاد الطلاب المسلمين في شرق أوروبا، والمجلس الإسلامي لشرق أوروبا، والمدرسة العليا بإقليم بيهاج في البوسنة، ومدرسة الغازي علي عزت بك بإسطنبول. كما أسّس وكالة إغاثة العالم الثالث ومركزها مدينة فيينا. وكان لهذه الواكلة الفضل في إنشاء دولة البوسنة والهرسك، ودعم الوجود الإسلامي في شرق أوروبا، في كل من ألبانيا وكوسوفو. وقام بطبع معاني القرآن الكريم بلغات البوسنة والهرسك، وألبانيا، وبلغاريا، والتشيك، ورومانيا. كما عمل على ترجمة الكثير من الكتب الإسلامية إلى لغات أوروبا الشرقية. وأصدر مجلة "الشاهدة" التي عنيت بأخبار الأقليات الإسلامية في شرق أوروبا. وله عدة مؤلفات في الأقليات الإسلامية في شرق أوروبا، وأخرى سودانية، وهي: "الأقليات الإسلامية في بلغاريا وبولندا واليونان"، و"بلنة جزيرة الشيطان"، و"جسر على نهر الدرينا"، و"الطريق إلى فوجا"، و"لمعان البروق في سيرة مولانا أحمد زروق"، و"مأساة المسلمين في بلغاريا"، و"من أعلام مغاربة السودان (2 ج)"، و"موسوعة الأسر المغاربية وأنسابها في السودان (6 ج)"، و"يا أخت أندلس".