نظمت هيئة مراقبة التأمينات والاحتياط الاجتماعي بشراكة مع مجلس المنافسة، اليوم الثلاثاء بالرباط، لقاءا تحسيسيا موجها لفائدة شركات التأمين وإعادة التأمين حول موضوع "قطاع التأمين: أي رافعات للتطوير في بيئة تنافسية متغيرة". وأفاد بلاغ مشترك بأن هذا اللقاء، الذي شاركت فيه الفيدرالية المغربية للتأمين، شكل مناسبة لتبادل الرؤى حول هذا الموضوع ذي الاهتمام المشترك، وكذا تدارس السبل المختلفة لمواصلة وتحفيز تطوير العرض التأميني في بيئة تنافسية متزايدة، بالإضافة إلى تدارس الإجراءات القادرة على تعزيز منافسة أكثر فعالية في قطاع التأمينات تصب في مصلحة المستهلكين. في هذا السياق، توقف مجلس المنافسة عند الرهانات التي تفرضها المنافسة في قطاع التأمين والقواعد التنافسية الرئيسية الموضوعة لخدمة المستهلك. ونوه رئيس مجلس المنافسة، أحمد رحو، بتنظيم هذا اللقاء الذي يهدف، من خلال نهج تشاركي، إلى إحداث إطار عمل توافقي لتعزيز المنافسة في هذا السوق وتسريع وتيرة تطوره. وأكد على ضرورة تعزيز المنافسة باعتبارها وسيلة لتطوير العرض المتعلق بالتأمين سواء من حيث الجودة أو الأسعار، على ضوء التغيرات الاقتصادية والاجتماعية والتكنولوجية التي يشهدها القطاع وانتظارات المؤمن لهم. وفي هذا الصدد، ذك ر السيد رحو بمحتوى خلاصات رأي المجلس حول وضعية المنافسة في سوق التأمينات بالمغرب، مشيرا إلى التوصيات المختلفة الصادرة في هذا الشأن لضمان احترام قواعد المنافسة مع تعزيز تنافسية الفاعلين الاقتصاديين وحماية المستهلكين. ويتطلب تحقيق هذه الأهداف ، بشكل خاص، مراجعة الإطار التشريعي والتنظيمي بهدف تبسيط شروط الولوج إلى سوق التأمين، وتفعيل تدابير لتحسين العرض الخاص بالتأمين، وكذا تطوير المنافسة في بعض قطاعات السوق، وتوسيع قنوات التوزيع وتعزيز الرقمنة، بالإضافة إلى حماية المستهلك في علاقته التعاقدية مع شركة التأمين، وتحسين جودة خدمات التأمين. من جانبها، تقاسمت هيئة مراقبة التأمينات والاحتياط الاجتماعي رؤيتها في مجال تعزيز المنافسة والشفافية في قطاع التأمين ، مستعرضة الأوراش الرئيسية التي قامت بها، باعتبارها منظما للقطاع، لمواكبة الفاعلين في مسار تطورهم مع الحفاظ على حقوق المؤمن لهم وحمايتها. وفي هذا الصدد، أفاد رئيس الهيئة، عبد الرحيم الشافعي، بأن الأخيرة ، وعيا منها بتعدد التحديات التي تواجه القطاع، عملت بجدية على الحفاظ على علاقة متوازنة وشفافة بين الفاعلين في قطاع التأمين وزبنائهم، بغية مواصلة بناء علاقة ثقة بين الطرفين، ما يكفل بالتالي تطوير النشاط التأميني. وخلال اللقاء ذاته، سلط السيد الشافعي الضوء على بعض المشاريع الاستراتيجية التي تقوم بها الهيئة للحفاظ على قطاع تأمين صحي وتنافسي، وذلك بالعمل على الالتزام بالمعايير والمقاييس الدولية في مجال الإشراف والرقابة، وتكييف التنظيم بشكل مستمر لتعزيز المنافسة وتحفيز الابتكار لصالح حماية المؤمن لهم وتعزيز الشمول والاندماج المالي. واستعرض في هذا الإطار بعض المشاريع الاستراتيجية التي تهدف إلى إرساء إشراف وتنظيم حديثين لخدمة الشمول المالي، مثل التأمين الشمولي والرقمنة، وكذا الابتكار في عرض التأمين. ومن جهتها، تناولت الفيدرالية المغربية للتأمين جوانب تهم تطور الفاعلين في القطاع في بيئة تنافسية، متوقفة عند بعض النقاط التي تضمنها رأي مجلس المنافسة حول وضعية المنافسة في سوق التأمينات بالمغرب. وبهذا الخصوص، ثمن رئيس الفيدرالية، محمد حسن بنصالح، المقاربة الخاصة التي اعتمدها مجلس المنافسة، والرؤية البعيدة التي يتمتع بها، والتي يمكن أن تعطي قيمة مضافة حقيقية لرؤية الفدرالية، وتصوراتها، وتنعكس في النهاية على المؤمن لهم. وفيما اعتبر السيد بنصالح أن الثقة بين شركات التأمين والمؤمن لهم هي ركيزة أساسية لنشاط التأمين، جدد التزام الفدرالية بتعزيز بيئة تتسم بمنافسة صحية ومستدامة، تصب في مصلحة المؤمن لهم. من جهة أخرى، أبرز أن عددا من المواضيع التي تم تناولها في رأي المجلس تتعلق بالتنظيم والتوجه الذي ترغب هيئة مراقبة التأمينات والاحتياط الاجتماعي في إعطائه لقطاع التأمين، بينما تتعلق مواضيع أخرى بشكل مباشر بالفاعلين في السوق الوطنية. وفي هذا الإطار، أكد السيد بنصالح على تأييد الفدرالية لعدد كبير من مقترحات المجلس، موضحا أنه بالنسبة لمعظم التوصيات، تم بالفعل فتح عدد من الأوراش، بينما تم تحديد أخرى كمحاور يجدر تحسينها على المدى المتوسط. وتجدر الإشارة إلى أن تنظيم هذا اللقاء هو ثمرة للإرادة المشتركة لهيئة مراقبة التأمينات والاحتياط الاجتماعي ومجلس المنافسة من أجل الحفاظ والرفع من تنافسية حرة وعادلة في قطاع التأمينات. كما يندرج هذا اللقاء في إطار تنفيذ الاتفاقية، الموقعة في 7 أكتوبر 2021، بين المؤسستين، بهدف تعزيز التعاون المتبادل حول مختلف رهانات المنافسة داخل قطاع التأمينات، من أجل مواكبة الفاعلين في الوفاء بالالتزامات المترتبة عليهم بموجب التشريعات القانونية المعتمدة. المصدر : الدار – و م ع