كان المثنى بن حارثة، رضي الله عنه، رمزاً للقوة والشجاعة في العصور الإسلامية، حيث كان يتمتع بسمعة جوابة وقيادية. عرف الفرس بشدته وسطوته في الحرب، وتخوفوا من كثرة جيشه الذي تكون من أضاميم من الصحابة ومن مختلف القبائل العربية. تقدم المسلمون بجيشهم لمواجهة الفرس عند الموقع المعروف بالبويب بالقرب من مدينة الكوفة في العراق، وكان الفرات يفصل بين الجيشين. فطلب المثنى بن الحارثة من مهران بن باذان، قائد جيش الفرس، السماح لجنوده بعبور النهر. تاريخيًا، يشير السجل الإسلامي إلى أن المعركة بدأت في 13 رمضان من السنة 13 هجرية. وفي هذا اليوم، ركب المثنى فارسه وعزف على شجاعته في المعركة، وبعد مقاومة طويلة، استولى المثنى على قيادة الجيش الفارسي بعد مقتل قائده مهران. فانكسرت دفاعات الفرس، وفروا هاربين بينما قُتل الكثيرون وأصيبوا بعدما استنفدوا. أثناء هذه المعركة الدامية، قاد المثنى الجيش المسلم وأظهر شجاعته وحنكته العسكرية. ورغم فوزه، أقر المثنى بخطأ إستراتيجي قد ارتكبه بمحاصرة الفرس والاستنفاد لهم، مما أدى إلى مقتل عدد كبير منهم. وبالرغم من النصر الكبير، فقدم المسلمون آلاف الشهداء في هذه المعركة، بما فيهم العديد من سراة الفتح وقادة الجهاد. انتصار المسلمين في معركة البويب كان سبباً في محبة الناس للمثنى، إذ اعتبروه أهم الأسباب وأعظمها التي جلبت النصر، فلقد رأوه يخوض غمار المعركة بنفسه باستبسال، وهو ما دفعهم للمعركة بحماسة واستبسال مثله. وكان الذين فروا يوم معركة الجسر يقاتلون لا يبالون الموت يريدون أن "يتطهروا من عار هزيمتهم"، وهجم غلامٌ من قبيلة تغلب على القائد الفارسي مهران الهمذانيّ فقتله واستولى على فرسه ثم أنشد بقوله: "أنا الغلام التغلبي، أنا قتلت المرزبان".