في إطار المقاربة المبتكرة لإعادة إعمار إقليمالحوز، التي يشرف عليها جلالة الملك محمد السادس، يوجد إقليمالحوز، الذي يغلب عليه الطابع الجبلي، في صلب الجهود المبذولة من أجل النهوض بنشاط سياحي صديق للبيئة، مستدام ومسؤول. و بالنظر إلى مؤهلات السياحة الجبلية التي يتوفر عليها إقليمالحوز، يعطي برنامج إعادة إعمار الإقليم أهمية قصوى لاستئناف النشاط السياحي في أقرب الآجال، وذلك عبر تشجيع الفاعلین الاقتصادیین و مهني القطاع السياحي. و إذا كانت عملية إعادة الإعمار تكتسي أولوية قصوى، فإن هذا البرنامج الاستعجالي، وتنفيذا للتعليمات الملكية السامية، يقتضي اتخاذ مبادرات فورية، تتم بعد عمليات قبلية للخبرة وأشغال التهيئة وتثبيت الأراضي. إجراء عملية إعادة الإعمار في إقليمالحوز، و باقي المناطق المتضررة من الزلزال، ستتم أيضا وتنفيذا للتعليمات الملكية السامية على أساس دفتر للتحملات، وبإشراف تقني وهندسي بانسجام مع تراث المنطقة والذي يحترم الخصائص المعمارية المتفردة. و كما هو معلوم، فإن إقليمالحوز يتميز بخصوصيات عمرانية و ثقافية و جبلية تخدم كلها القطاع السياحي بالاقليم، وهو ما انتبه إليه الجالس على العرش، الذي جدد خلال اجتماع العمل الثاني، التأكيد على تعليماته السامية حتى تكون الاستجابة قوية، سريعة، واستباقية مع احترام كرامة الساكنة، وعاداتهم وأعرافهم وتراثهم. إعادة إعمار إقليمالحوز، و المناطق المجاورة المتضررة من الزلزال، لن تتم فقط عبر إصلاح الأضرار التي خلفها الزلزال، ولكن أيضا إطلاق برنامج مدروس، مندمج، وطموح من أجل إعادة بناء وتأهيل المناطق المتضررة بشكل عام، سواء على مستوى تعزيز البنيات التحتية أو الرفع من جودة الخدمات العمومية. برنامج إعادة البناء والتأهيل العام للمناطق المتضررة من زلزال الحوز، الذي تم إعداده حسب مقاربة التقائية، ينطلق من تشخيص محدد للحاجيات وتحليل للمؤهلات الترابية والفاعلين المحليين. لذلك فإن المشاريع التي ستطلق تهدف من جهة، إلى إعادة بناء المساكن وتأهيل البنيات التحتية المتضررة، طبقا للتدابير الاستعجالية المقررة خلال اجتماع 14 شتنبر الجاري، ومن جهة أخرى، تعزيز التنمية الاجتماعية والاقتصادية في المناطق المستهدفة. ولن يتم الاكتفاء في برنامج إعادة الإعمار في المناطق المتضررة من الزلزال، باعادة إيواء السكان المتضررين، و إعادة بناء المساكن، بل سيتم أيضا إعادة تأهيل البنيات التحتية؛و فك العزلة وتأهيل المجالات الترابية، إلى جانب تسريع امتصاص العجز الاجتماعي، خاصة في المناطق الجبلية المتأثرة بالزلزال. كما أن إعادة إعمار إقليمالحوز، سيتم عبر تشجيع الأنشطة الاقتصادية والشغل، وكذا تثمين المبادرات المحلية، مع إيلاء الأهمية الضرورية للبعد البيئي والحرص على احترام التراث المتفرد وتقاليد وأنماط عيش كل منطقة. تنزيل البرنامج الاستعجالي لإعادة إعمار إقليمالحوز و الأقاليم المجاورة المتضررة من الزلزال، سيتم عبر اعتماد حكامة نموذجية مقوماتها السرعة والفعالية والدقة والنتائج المقنعة، حتى يصبح برنامج إعادة البناء والتأهيل العام للمناطق المتضررة نموذجا للتنمية الترابية المندمجة والمتوازنة، كما أراد ذلك جلالة الملك محمد السادس.