على بعد سنة تقريبا من الانتخابات الرئاسية في السنغال والمقررة في فبراير 2024، قطع الرئيس السنغالي ماكي سال، الشك باليقين، معلنا عدم الترشح لولاية ثالثة؛ بعد أشهر من الترقب. و برر ماكي سال، في مقابلة مع صحيفة "لوموند"، قرار عدم الترشح للانتخابات المقبلة برغبته في تفادي وقوع اضطرابات في بلده، مشيرا إلى أن السبب الوحيد الذي كان سيدفعه إلى الترشح لولاية جديدة هو تعرض البلد إلى تهديد خطير لاستقراره لكن هذا التهديد لم يحدث. و نفى ماكي صال الأخبار التي تحدثت عن تعرضه للضغط ليعلن قراره بعدم الترشح؛ مضيفا أن التوترات السياسية في الأشهر الأخيرة لا علاقة لها بمسألة الولاية الثالثة. جذور المشكلة قضية قانونية. وشهدت السينغال أعمال عنف؛ لقطع الطريق أمام ماكي صال للترشح لولاية جديدة؛ وهو ما عزاه ماكي سال إلى أشخاص لديهم شركاء حاولوا زعزعة استقرار السنغال، مشيراً إلى حزب «فرنسا الأبية» اليساري المعارض الذي أيد الاحتجاجات. الرئيس السينغالي، سطر أهداف ما بعد انتهاء ولايته، مؤكدا أنه يود أن يضع نفسه في خدمة إفريقيا والعالم، بعد تركه منصبه. وصل الرئيس السينغالي ماكي سال إلى الحكم سنة 2012 بعد انتخابه لمدة سبع سنوات، لكنه عدّل الدستور عام 2016 قبل إعادة انتخابه عام 2019 لمدة خمس سنوات. وشهدت السنغال أسوأ اضطرابات، بعدما حكم على المعارض عثمان سونكو في الأول من يونيو الماضي، بالسجن عامين بسبب فضيحة أخلاقية، وهو حكم يجعله غير مؤهل للمشاركة في الانتخابات. و رغم أن سنة تقريبا تفصلنا عن الانتخابات الرئاسية في السنغال والمقررة في فبراير 2024، إلا ان صداعها السياسي بدأ يظهر اليوم في البلاد؛ حيث تم تنظيم احتجاجات ومظاهرات عنيفة داعمة للمعارض الشاب عثمان سونكو الذي يتهمه القضاء "بالاغتصاب والقذف". أنصار سونكو يعتقدون بأن السلطة وعلى رأسها الرئيس الحالي ماكي سال، يخططان لإبعاده من التنافس الانتخابي بعدما جاء في المرتبة الثالثة في رئاسيات 2019 إثر حصوله على 16 بالمئة من الأصوات. فهل سينفجر الوضع كلما اقترب الموعد أم الحكمة السنغالية هي التي ستفوز في نهاية المطاف؟