ترأس الوكيل العام للملك لدى محكمة النقض رئيس النيابة العامة، مولاي الحسن الداكي، اليوم الأربعاء بفاس ، إطلاق سلسلة الدورات التكوينية لفائدة قضاة النيابة العامة وقضاة التحقيق وضباط الشرطة القضائية. ويستفيد من هذه الدورة التكوينية، المنظمة خلال الفترة ما بين 24 و 26 ماي الجاري، حول موضوع "العدالة الجنائية وآليات تجويدها بين متطلبات تحقيق النجاعة وتعزيز القيم والأخلاقيات المهنية"، حوالي 200 من المسؤولين القضائيين المنتمين إلى محاكم الاستئناف بكل من فاس ووجدة والناظور وتازة ومكناس والرشيدية، وقضاة التحقيق وضباط الشرطة القضائية بهذه الجهات بكل من المديرية العامة للأمن الوطني وقيادة الدرك الملكي. في كلمة في افتتاح أشغال هذا اللقاء المنعقد بحضور، على الخصوص، محمد الدخيسي والي الأمن مدير الشرطة القضائية، نيابة عن السيد المدير العام للأمن الوطني ومراقبة التراب الوطني، واللواء إدريس أمجرار مدير المدرسة الملكية للدرك بمراكش، نيابة عن السيد الفريق الأول قائد الدرك الملكي، أكد السيد الداكي أن انعقاد هذه الدورة التكوينية يعكس الرغبة في استعراض وضعية العدالة الجنائية بالمغرب والإحاطة بآليات تجويد الأبحاث الجنائية المرتبطة بها وتطوير أساليبها وتعزيز مرتكزاتها القائمة على تأهيل المكلفين بإنجازها من ضباط الشرطة القضائية والمشرفين عليها من قضاة النيابة العامة وقضاة التحقيق من أجل تحقيق عدالة فعالة وسريعة ومنتجة، تراعي حقوق أطراف جميع المتقاضين. وسجل، من جهة أخرى، أنه إذا كان تطور آليات البحث الجنائي تعتمد بالضرورة على تطوير مهارات المحقق وإبراز مجهوده الشخصي في البحث الجنائي الذي يقوم بإنجازه، فإن تطوير آلياته أصبح يقتضي من أجهزة إنفاذ القانون اعتماد الأساليب التكنولوجية والرقمية في إطار الأبحاث التي تقوم بها لفك لغز الجريمة وملاحقة المجرمين من خلال اعتماد الخبرات التقنية والعلمية. وأبرز أنه "إذا كان الرفع من جودة الأبحاث القضائية يتوقف على الاستغلال الأمثل للتطور العلمي والتكنولوجي وتطوير أساليب البحث، فإن ذلك لا يكفي لوحده لتعزيز ثقة المتقاضين في عدالتهم"، مؤكدا أن قيم النزاهة والمروءة والتحلي بالأخلاق المهنية هي صمام الأمان في العدالة الجنائية. وتروم هذه الدورة التكوينية، المنظمة بشراكة مع المديرية العامة للأمن الوطني وقيادة الدرك الملكي التعريف بطرق تدبير الأبحاث الجنائية، وذلك بالتعرف على الضوابط القانونية المؤطرة لمحاضر الشرطة القضائية على ضوء الاجتهاد القضائي. كما سيتعرف المستفيدون من هذه الدورة التكوينية على الممارسات الفضلى في تدبير الأبحاث الجنائية، والآجال المعقولة في الأبحاث الجنائية. وستتناول الدورة التكوينية الأولى بفاس دور الأدلة العلمية والرقمية في الإثبات الجنائي، ونظام مذكرات البحث من حيث الإطار القانوني والمؤسساتي، وكذا الإجراءات العملية ذات الصلة. وخلال اليوم الثاني من هذه الدورة التكوينية، سيتطرق المشاركون إلى سبل تعزيز التواصل وتكريس المبادئ والقيم الأخلاقية من خلال دور الرقمنة ولوحات القيادة في تعزيز الشفافية والنجاعة ودور البحث الجنائي في تيسير الولوج إلى العدالة. ستعقب هذه الدورة التكوينية 4 دورات أخرى ستنظم في نفس الموضوع بكل من مدن الدارالبيضاء وطنجة ومراكش وأكادير في إطار برنامج طموح يروم تعزيز التعاون والتنسيق المشترك بين رئاسة النيابة العامة والمجلس الأعلى للسلطة القضائية والمديرية العامة للأمن الوطني، وقيادة الدرك الملكي، لمعالجة كافة المعيقات والإكراهات التي تحول دون إرساء مقومات عدالة جنائية قوية وضامنة للحقوق والحريات. المصدر: الدار- وم ع