خلال الندوة الصحافية الأسبوعية ليومه الخميس بالرباط، أكد مصطفى بايتاس، الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالعلاقات مع البرلمان، الناطق الرسمي باسم الحكومة، أن " الأمن الغذائي للمغاربة من الأولويات التي حرصت عليها جميع الحكومات، لكن الظروف والسياقات تختلف". وردا على بعض الأصوات التي انتقدت مخطط المغرب الأخضر، استطرد الوزير قائلا :" قبل ثلاث سنوات كنا نعيش زمن الوفرة، ومجموعة من الأصوات في المجتمع كانت تقول إن مخطط المغرب الأخضر زاد بشكل كبير في الإنتاج وينبغي مراجعة أهدافه". وأضاف بايتاس :" لم أسمع يوما شخصا قال إن مخطط المغرب الأخضر لم يحقق أهدافه، وأنا متأكد أنه لو كانت التساقطات مهمة هذه السنة ما كان ليتحدث أحد عن هذا الأمر"، مبرزا أن " الجفاف الذي عاشته البلاد في السنوات الثلاث الأخيرة كان سببا في المشاكل التي نعيشها". الناطق الرسمي باسم الحكومة أردف في هذا الصدد :" عندما نعزل الواقع عن السياق نكون غير منصفين في إصدار الأحكام"، ومطالبا خصوم الحكومة ب"التحلي بالإنصاف"، مشيرا الى أن " حصة الفلاحة من الماء الموجه للري تراجعت بشكل كبير السنة الماضية". وأضاف بايتاس : " كنا نتحدث عن 6 مليارات متر مكعب، والسنة الماضية تم تخصيص مليار واحد للري فقط، وبالتالي تراجعت الحصة ب80 في المائة ولا أحد تحدث عن ذلك"، مضيفا :" نصدر مجموعة من الأحكام، لكن لو كانت السنة ممطرة لم نكن لنسمع هذا الكلام. يجب أن يكون الحكم منصفا، عبر استحضار السياق والمعطيات حتى نقدم تقييما حقيقيا لأي إستراتيجية كيف ما كانت". كما تطرق الناطق الرسمي باسم الحكومة الى الارتفاع الكبير الذي عرفته كلفة الإنتاج الفلاحي، وهو الأمر الذي جعل الارتباك يحصل في سلسلة الإنتاج، مضيفا أن " الحكومة تتدخل كلما سنحت لها الفرصة من أجل تحقيق التوازن وإعطاء الأولوية للسوق الوطنية، لضمان استقرار الأسعار ووفرة المنتج". مصطفى بايتاس شدد على أن " إنتاج الحبوب مرتبط بشكل مباشر بالتساقطات، ومن السلاسل الإنتاجية الأقل تشغيلا، مشيرا الى أن " مخطط المغرب الأخضر جاء بفكرة أساسية هي الرفع من فرص الشغل، والأشجار المثمرة والخضر وقطاع اللحوم الحمراء الذي يعد من أكبر القطاعات تشغيلا في العالم القروي وإنتاجا للثروة؛ وهي السلاسل التي تأثرت أيضا بفعل الجفاف وكورونا وعوامل أخرى". وأضاف الوزير أن " الصدمات المتعاقبة التي واجهت القطاع الفلاحي طبيعي أن يكون لها تأثير على الإنتاج"، مؤكدا أن " مخطط المغرب الأخضر بغض النظر لمن يعود الفضل في إنتاجه من السياسات العمومية الكبيرة التي قدمت نتائج كبيرة"، مردفا :" لن نأتي بين عشية وضحاها ونرمي الجنين والماء كما يقول الفرنسيون، ولكن هذا المخطط يحتاج إلى كثير من الدراسة والتتبع والتقييم العقلاني والموضوعي". وقد تطرق الناطق الرسمي باسم الحكومة خلال هذه الندوة الصحافية لمجموعة من المواضيع والقضايا، من قبيل إشكالية السكن العشوائي، و الحوار الاجتماعي مع النقابات، وكذا للجدل الذي صاحب تعيين السحيمي، كاتبا عاما لوزارة التربية الوطنية والتعليم الاولي والرياضة.