قام محمد ولد الشيخ الغزواني رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية، بزيارة عمل إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، أمس الاثنين، التقى خلالها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة. وخلال هذه الزيارة، بحث الجانبان مسار العلاقات الثنائية بين دولة الإماراتوموريتانيا في مختلف المجالات، وفرص تنميتها وتوسيع آفاقها، خاصة الاقتصادية والتجارية والاستثمارية والتنموية، بما يحقق المصالح المشتركة للبلدين، وتطلعات شعبيهما الشقيقين، كما تطرق سموه والرئيس الموريتاني إلى عدد من القضايا والملفات الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك، وتبادلا وجهات النظر بشأنها. وقد حضر اللقاء، الشيخ حمدان بن محمد بن زايد آل نهيان، و علي بن حماد الشامسي الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن الوطني، و أنور بن محمد قرقاش المستشار الدبلوماسي لصاحب السمو رئيس الدولة. ومن الجانب الموريتاني، حضر اللقاء، الوفد المرافق للرئيس الذي يضم عثمان مامودون، وزير الشؤون الاقتصادية، وعبدالسلام ولد محمد صالح وزير البترول والمعادن والطاقة. وترتبط الاماراتوموريتانيا بعلاقات متينة تمتد على مدى نحو نصف قرن، في مسيرة عززتها المشتركات الدينية والحضارية، للشعبين وقوّت لحمتها الروابط الاقتصادية والسياسية التي ظلت حاضرة على مدى نصف قرن. اقتصاديا، تعززت العلاقات بشكل كبير، حيث بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين نحو 325 مليون دولار، وتزايدت الاستثمارات الإماراتية في موريتانيا في مجالات مختلفة أبرزها المجال الزراعي، كما حرص الإماراتيون على تمويل العديد من المشاريع التنموية داخل موريتانيا، من بينها مشاريع تتعلق بالنقل والطاقة والصناعات المعدنية والخدمات. وقد صادقت حكومتا موريتانياوالإمارات على إنشاء لجنة مشتركة للتعاون، بعد أن تم التوقيع على الاتفاقية المنشئة للجنة في يناير 2012 في العاصمة الإماراتية أبو ظبي، وقد عقدت اللجنة اجتماعها الأول في أبوظبي عام 2018، حيث تم توقيع العديد من الاتفاقيات ومذكرات التعاون، كما وقعت أبوظبي و نواكشوك في يناير 2011 اتفاقية تتعلق بتطوير التعاون الثنائي في مجال النقل الجوي، وفي العام 2015 وقع البلدان على اتفاقيتي منع الازدواج الضريبي وحماية الاستثمار. هذا، و أعطت الزيارة التي قام بها فخامة الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني في فبراير 2020 دفعة قوية للتعاون الثنائي، حيث وجه خلالها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، طيب الله ثراه، بتخصيص ملياري دولار لموريتانيا على شكل مشاريع استثمارية وتنموية وقروض ميسرة. كما تتجسد الروابط الاقتصادية بين الدولتين في كثير من المشاريع التي ساهمت المؤسسات الاقتصادية والخيرية الإماراتية في إنجازها، خصوصاً مؤسسة زايد الخيرية وهيئة الهلال الأحمر الإماراتي وصندوق أبوظبي للتنمية، من خلال تقديم القروض الميسرة والمنح والمساعدات السخية، والتدخل في الحالات الإنسانية الطارئة، وتتنوع هذه الروابط لتشمل تنفيذ عشرات المشاريع في مجالات البنى التحتية والزراعة والمعادن والصحة. أما سياسياً، فقد ظلت العلاقات الموريتانية الإماراتية علاقات ممتازة يربطها التنسيق في خدمة القضايا ذات الاهتمام المشترك، وتعززت في السنوات الأخيرة بشكل ملحوظ.