تجسد الخطوة الإنسانية التي أقدمت عليها دولة الامارات العربية المتحدة، بإرسال دعم بنحو 2500 مولد كهربائي للمدنيين المتضررين من الأزمة الأوكرانية لمساعدتهم على مواجهة ظروف الشتاء القاسي، إيمان الإمارات بأهمية التضامن الإنساني خاصة في حالات النزاعات. وآلت دولة الإمارات على نفسها الاستجابة السريعة لهذه الكوارث، حيث قامت بإنشاء جسور جوية لمساعدة المتضررين في السودان وباكستان، وأرسلت آلاف الأطنان من مواد الإيواء والاحتياجات الإنسانية الأساسية للمتضررين من السيول والفيضانات، والمساهمة في دعم السكان المتضررين وعائلات الضحايا، وتحسين ظروفهم المعيشية، ومساندة الجهود المحلية والمؤسسات المعنية في احتواء الأزمة، والتخفيف منها، ليتواصل الدعم الإماراتي الإنساني والخيري إلى كافة المجتمعات المتضررة حول العالم، انطلاقاً من الدور الإنساني العالمي لدولة الإمارات، الذي أرسى مبادئه القائد المؤسس، المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه. وتحرص دولة الإمارات دائمًا على تقديم يد العون إلى الشعوب الأقل حظا، وإغاثة المتضررين من الكوارث، ونجدة الملهوفين في مناطق الصراعات والأزمات، حيث بدأ نموذج العطاء الإنساني الذي تقدمه دولة الإمارات مع نشأتها عام 1971، واستمد مبادئه من رؤية الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان التي تعلي قيمة التضامن الإنساني وتحث عليه. يشكل دعم المتأثرين من الفيضانات في ماليزيا، احدى أبرز أوجه الدعم الإنساني الاماراتي، حيث وزعت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، في شهر يناير 2022، 250 طنًا من المواد الإغاثية على المتأثرين من الفيضانات التي اجتاحت عددًا من الأقاليم الماليزية، في إطار خطة عاجلة للتدخل الإنساني، للتخفيف عن الأسر المتضررة. وتضمنت المواد التي وزعت طرودًا غذائية وأدوات تنظيف ومستلزمات صحية متنوعة، وغيرها من الاحتياجات الأخرى والتي استفادت منها 10 آلاف أسرة في ولاية بهانج. كما وزعت الامارات، مساعدات إلى اللاجئين في الأردن، اذ عززت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي خلال فبراير 2022، جهودها الإنسانية وبرامجها الإغاثية للحد من تداعيات سوء الأحوال المناخية على حياة اللاجئين في الأردن وقدمت المزيد من المساعدات الشتوية يستفيد منها أكثر من 120 ألف شخص في عدد من المحافظاتالأردنية. وتضمنت المساعدات أجهزة التدفئة والأغطية والبطانيات والملابس الشتوية إلى جانب الطرود الغذائية ومستلزمات الأطفال، مع تخصيص جزء كبير من المساعدات للشرائح الضعيفة من أصحاب الهمم وكبار السن والأطفال. كما منحت الامارات مساعدات إغاثية إلى الصومالوأوكرانيا، حيث وصلت في أبريل الماضي 2022، إلى ميناء مقديشو باخرة مساعدات إماراتية تحمل 572 طنا من المواد الإغاثية، سيرتها هيئة الهلال الأحمر الإماراتي لمساندة النازحين والمتأثرين من الجفاف في الصومال ودعم أوضاعهم الإنسانية، بهدف توفير احتياجات 600 ألف شخص. وفي الشهر ذاته، أرسلت دولة الإمارات طائرة خامسة تحمل على متنها 30 طنًا من المواد والإمدادات الطبية والإغاثية، في إطار تقديم الدعم العاجل لإغاثة المدنيين المتضررين في أوكرانيا، استجابة للمناشدة الإنسانية الدولية لدعم النازحين في أوكرانيا واللاجئين في دول الجوار. في 22 ماي 2022، أرسلت الإمارات طائرة مساعدات تضم 7 أطنان من الإمدادات الطبية إلى أفغانستان، لدعمها في الحد من انتشار فيروس كورونا، يستفيد منها أكثر من 7 آلاف من العاملين بمجال الرعاية الصحية. وكانت دولة الإمارات أرسلت في مارس 2022، شحنة مساعدات طبية عاجلة إلى أفغانستان احتوت على 20 ألف وحدة اختبار ومعدات لفحص آلاف الأشخاص. في منتصف يونيو 2022، أرسلت الإمارات طائرة تحمل على متنها 27 طنًا من الإمدادات الغذائية والطبية لدعم اللاجئين الأوكرانيين في جمهورية بولندا، وللمساهمة في التخفيف من حدة التداعيات الإنسانية التي يواجهها النازحون واللاجئون الأوكرانيون. وقد أرسلت الإمارات منذ اندلاع الأزمة الروسية الأوكرانية، 6 طائرات إلى بولندا ومولدوفا، تحمل على متنها 156 طنًا من المساعدات الغذائية والطبية وسيارات الإسعاف، وأرسلت المدينة العالمية للخدمات الإنسانية في دبي، بالتعاون مع المنظمات الدولية بالمدينة، 124 طنًا تشمل إمدادات إغاثية ومعدات الإيواء. و وصلت المساعدات الإغاثية الإماراتية إلى أكثر من 178 دولة حول العالم، وقدمت الإمارات منذ عام 2010 وحتى 2021 أكثر من 206 مليارات درهم من المساعدات الخارجية التي استفادت منها الدول النامية والمجتمعات الأقل دخلا، وذهب منها نحو 90% لدول في قارتي إفريقيا وآسيا. و أولت وثيقة المبادئ العشر للخمسين الجديدة لدولة الإمارات، التي أصدرتها في 5 شتنبر 2021، والتي حددت المسار الاستراتيجي للدولة في دورتها التنموية القادمة، في المجالات السياسية والاقتصادية والتنموية الداخلية، فقد أكدت الوثيقة في البند التاسع، على أن «المساعدات الإنسانية الخارجية لدولة الإمارات، هي جزء لا يتجزأ من مسيرتها والتزاماتها الأخلاقية تجاه الشعوب الأقل حظاً، ولا ترتبط مساعداتنا الإنسانية الخارجية بدين أو عرق أو لون أو ثقافة، كما أن الاختلاف السياسي مع أي دولة، لا يبرر عدم إغاثتها في الكوارث والطوارئ والأزمات. وتولي دولة الإمارات أهمية قصوى للعمل الخيري، وتحرص دوماً على توفير مواد الإغاثة الطارئة للمتضررين من الأزمات والطوارئ الإنسانية حول العالم، ومد يد العون لتقديم المساعدات الإنسانية للمحتاجين في جميع أنحاء العالم، من خلال ثلاثة محركات رئيسة لنهج الإمارات الإنساني، وهي حماية المدنيين في حالات الطوارئ الإنسانية، لا سيما النساء والأطفال، والعمل بشكل وثيق مع المنظمات المحلية والدولية، وتعزيز جهود النظام الإنساني العالمي، من خلال التعاون الهادف، ما يجسّد النهج الإنساني الإماراتي، والذي أرسى دعائمه المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وسار على نهجه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وأخوه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله. وتركز المساعدات الإنسانية الإماراتية على عدة مجالات رئيسة، يعد أهمها المساعدات المقدمة في مجال تقديم المواد الإغاثية المتنوعة في حالات الطوارئ الإنسانية. واضطلعت دولة الإمارات بدور ريادي في ساحات العمل الإنساني، والمساعدات التنموية، على الصعيدين الإقليمي والدولي، ووظفت سياساتها الخارجية، لتكون إحدى الأذرع الرئيسة للعمل الإنساني لمواجهة الأزمات. وفي أبريل الماضي، كان إعلان دولة الإمارات عن انطلاق «مبادرة المليار وجبة»، مطلع شهر رمضان، الأكبر من نوعها في المنطقة، لتوفير الدعم الغذائي للفقراء والمحتاجين في 50 دولة حول العالم. وتتجلى مواقف دولة الإمارات الإنسانية المشرفة في مساندة دول العالم وإعانتها لمواجهة جائحة كوفيد 19، من خلال تسيير مئات الرحلات الجوية التي نقلت العالقين في العديد من الدول، وحملت المساعدات الطبية لمعظم دول العالم المتأثرة بالوباء، لمساعدتها في التصدي لتبعات المرض، ودعم جهود القطاع الصحي في أكثر من 140 دولة حول العالم، بآلاف الأطنان من الإمدادات الطبية، وأدوات الحماية للكوادر الطبية والتمريضية حول العالم، الذين بلغ عددهم أكثر من مليوني كادر طبي، منذ مارس عام 2020.