تجاوز عدد سكان العالم عتبة ثمانية مليارات، بحسب تقديرات التي أعلنت عنها شعبة السكان التابعة للأمم المتحدة. وفي هذا الصدد أوضح المندوب السامي للتخطيط أحمد الحليمي، يوم أمس الثلاثاء بمدينة الرباط، أن المغرب يعرف مرحلة انتقال ديمغرافي متقدمة، والتي تتزايد بحوالي 17 في المائة في أفق سنة 2050. وأبرز الحليمي في كلمته خلال ندوة صحافية عقدتها المندوبية بشراكة مع صندوق الأممالمتحدة للسكان بمناسبة بلوغ العالم 8 مليارات نسمة، أن هذا العدد يبدو إيجابيا، لكن يطرح، وفق تعبيره عدة تحديات. وتساءل الحليمي، "عندما نرى سياق هذا الإعلان نتساءل إن كان فعلا يدعو إلى التفاؤل أو أنه إنذار في سياق تاريخي يتميز بتوزيع غير متكافئ للسكان وللثروات المتراكمة بين القارات ودول العالم". في هذا الإطار، أكد المندوب السامي للتخطيط أحمد الحليمي، اليوم الثلاثاء بالرباط، أن المغرب يشهد مرحلة انتقال ديمغرافي متقدمة، والتي تتزايد بحوالي 17 في المائة في أفق سنة 2050، مبرزا أن هذا الأمر يبدو إيجابيا، لكن يطرح، في الوقت ذاته، عدة تحديات. وأوضح المتحدث، أنه بالنظر للموقع الجغرافي للمغرب الرابط بين إفريقيا وأوروبا ، فإنه يعيش في قلب هذا التحدي، مشيرا إلى أن المغرب " ليس فقط بلد عبور للمهاجرين من إفريقيا نحو أوروبا، بل مستقبل أيضا للعديد من المهاجرين ما يزيد من هذا النمو الديمغرافي ويطرح عدة تحديات في مواجهة هذا النمو المتصاعد". وذكر الحليمي بكون المغرب "جزء لا يتجزأ من إفريقيا، وأن المملكة كانت دائما داعمة لها وتعمل على تنميتها بفضل المبادرات السامية التي يطلقها جلالة الملك محمد السادس". ورغم مشاكله الاقتصادية، يظل المغرب حسب وصف الحليمي، " المستثمر الإفريقي الأول، ويخطط للمساهمة في تطوير البنى التحتية بالقارة، إذ يعتبر خط أنبوب الغاز النيجيري المغربي أحد المشاريع الرائدة في القارة السمراء". وحسب وجهة نظر الحليمي، فإن "إفريقيا تزخر بثروات طبيعية وموارد بشرية هامة ينبغي استثمارها لتنمية القارة"، غير أن البطالة والهشاشة التي تعرفها العديد من البلدان بالقارة الإفريقية التي تتميز بساكنة قوية ونمو ديمغرافي ملحوظ تساهم في هذا الوضع بشكل كبير". في نفس وقت أشار إلى " أن هناك دول راكمت ثروات هائلة في وضعية تراجع ديمغرافي، وفي حاجة ماسة لليد العاملة للاستمرار في تنمية بلدانها وزيادة ثرواتها". كلمة الحليمي، خلال ندوة صحافية عقدتها المندوبية بشراكة مع صندوق الأممالمتحدة للسكان ، أوضح من خلالها أن بلوغ العالم 8 مليارات نسمة ،" يجب أن يسعد الإنسانية الآخذة في التوسع، لكن عندما نرى سياق هذا الإعلان يجب أن نتساءل؟". وأكد المندوب السامي للتخطيط أن إفريقيا هي قارة مليئة بالموارد البشرية، والتي تتم الآن دراسة مشاكلها ومتطلباتها. ومن خلال كلمته دعا المتحدث، داعيا إلى أهمية إحداث نموذج تنموي يمكن من تعزيز انتقال السكان إلى العمل في قطاعات منتجة تمكن من تنويع الاقتصاد في مجالات متعددة فلاحية وصناعية لتحقيق انتقال ديمغرافي وبيئي.