العثور على بقايا قد تكون لمتسلق جبال شهير فُقد في إيفرست قبل 100 عام    محامو المغرب يُحدثون هيئة الديبلوماسية الموازیة لدحض "مناورات الخصوم"    مدرب إفريقيا الوسطى: "لاعبون خذلوني"    بوعود والكتاني تتألقان في مسابقة "أقرأ"    إقصائيات كأس إفريقيا .. المغرب يفوز على إفريقيا الوسطى (5-0)    بنكيران: سقوط غزة وهزيمة حزب الله وإيران ستسقط معه قيمة العرب أكثر من ما هي عليه حاليا (فيديو)    ماكرون يطالب "حزب الله" بوقف القصف    مصرع عامل في ورش بناء بسطات    الملك يُحيي ذكرى وفاة الحسن الثاني    العيسى: إقرار "بناء الجسور" نقلة مهمّة    فوز المغربيتين مريم بوعود وفاطمة الكتاني بجوائز مرموقة في مسابقة "أقرأ" بالسعودية    انتعاش حركة النقل الجوي خلال السنة الجارية لمطار الناظور-العروي    ولد الرشيد: مجلس المستشارين مطالب بالفعل الميداني والعمل الجاد لخدمة المجتمع    ابتدائية الحسيمة تدين 3 أشخاص بتهمة تهريب المهاجرين على متن "جيتسكي" بالسجن والغرامة    نشرة خاصة: زخات رعدية قوية مصحوبة بالبرد وبهبات رياح من السبت إلى الإثنين بعدد من أقاليم المغرب    بداية نزول أمطار رعدية على مختلف مناطق إقليم الحسيمة    هذه تشكيلة الأسود ضد إفريقيا الوسطى    فيلم "صحاري سلم وسعى" يتوج بالبنين    "حماة المستهلك" يرفضون تبرير الزيادة في المحروقات بأزمات الشرق الأوسط    الشرطة تداهم ورشة لصناعة "المعسل"    أداء أسبوعي خاسر ببورصة البيضاء    منصة إماراتية للفرجة تعرض المسلسل المغربي "حياة خاصة"        نشرة إنذارية.. أمطار قوية بالمملكة لثلاثة أيام    مكتب الكهرماء يشرع في استغلال مشروعين لتقوية وتأمين التزويد بالماء الشروب بمدينتي المنزل وأوطاط الحاج        "البيضة ام الدجاجة اولا؟" .. علماء يحسمون الحدل أخيرا!    الحكومة مطالبة برد واضح حول فتح خط جوي مباشر بين فرانكفوت والناظور    منتخب مصر يقرر إراحة محمد صلاح    مسؤول إسباني.. "برنابيو" لا يصلح لاستضافة نهائي كأس العالم 2030 وهذه الملاعب المرشحة        الرباط.. إجراء أول عملية لتجميد المبيض بالمغرب    "التقدم والاشتراكية": على الحكومة أن تصحح مسارها وتراجع توجهاتها    بعد ترشحه وحيدا .. ولد الرشيد يخلف ميارة رئيس لمجلس المستشارين    طارق حمان: المحطة الريحية جبل لحديد تعزز الاستقلال الطاقي للمملكة    "الإبادة الجماعية" متواصلة.. استشهاد وجرح أكثر من 268 فلسطينيا جلهم أطفال خلال 24 ساعة في غزة    نيكاراغوا تقطع علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل    "تيك توك" تلغي مئات الوظائف وتوجه مواردها نحو الذكاء الاصطناعي    تقرير أممي يكشف عن انتصارات المغرب الدبلوماسية في قضية الصحراء المغربية        بعد انخفاضها ببضع سنتيمات .. اسعار وقود السيارات ترتفع بأزيد من درهم        "حزب الله" يعلن استهداف مصنع متفجرات إسرائيلي جنوب حيفا    كيوسك السبت | شركة بريطانية تعلن اكتشاف احتياطي جديد من النحاس بالمغرب    قيمة تسويق المنتجات البحرية بموانئ المتوسط ترتفع إلى نحو 562 مليون درهم    لقاء يناقش المسؤولية الجنائية للأحداث    مغاربة يحتجون على فظاعة الجرائم الإسرائيلية بعد مرور عام على "طوفان الأقصى"    الملك محمد السادس: المغرب ينتقل من رد الفعل إلى أخذ المبادرة والتحلي بالحزم والاستباقية في ملف الصحراء    المغرب يسجل إصابتين جديدتين ب"كورونا"    بروفايل l التصدي ل "هشاشة الحياة البشرية" يمنح "هان كانغ" جائزة "نوبل" للآداب    أخطاء كنجهلوها.. ميزات نظام مثبت السرعة (فيديو)    مرضى داء السل يشكون انقطاع الدواء وبروفيسور ل" رسالة 24 ": وزارة الصحة تتحمل المسؤولية الكاملة    بشرى لطلبة الناظور والدريوش.. ماستر جديد في القانون الخاص بكلية سلوان    وأْدٌ ضيَّع الورْد !    أربعاء أيت أحمد : جمعية بناء ورعاية مسجد أسدرم تدعو إلى المساهمة في إعادة بناء مسجد دوار أسدرم    الزاوية الكركرية تواصل مبادراتها الإنسانية تجاه سكان غزة    القاضية مليكة العمري.. هل أخطأت عنوان العدالة..؟    "خزائن الأرض"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الخطاب الملكي يربط الصحراء المغربية بعمقها الإفريقي
نشر في الدار يوم 06 - 11 - 2022

من الواضح أن تأكيد الملك محمد السادس على أهمية مشروع أنبوب الغاز بين نيجيريا والمغرب يعتبر رهانا من رهانات المستقبل التي ميّزت دائما النظرة الملكية إلى التنمية في القارة السمراء. لكن هذه التنمية القارّية، التي كان جلالته من بين أهم روادها في العقدين الماضيين، هي أيضا جزء من المشروع التنموي الكبير الذي أطلقه صاحب الجلالة في الأقاليم الجنوبية للمملكة منذ توقيع الاتفاقيات الخاصة به في نونبر 2015. هذا يعني أن المنظور الملكي للتنمية في هذه الأقاليم العزيزة لا يخرج عن الرؤية الملكية العامة لمستقبل إفريقيا وعلى الخصوص في غرب هذه القارة.
ولأن هذه الرؤية الملكية تؤمن بالمنجز والملموس كان من الضروري أن يُذكّر جلالة الملك في خطابه بمناسبة الذكرى السابعة والأربعين للمسيرة الخضراء بالحصيلة العملية بعد مرور أكثر من سبع سنوات على إطلاق البرنامج التنموي للأقاليم الجنوبية، حيث بلغت نسبة الالتزام بإنجاز المشاريع 80 في المائة، وهي نسبة جد متقّدمة بالنظر إلى الصعوبات الجغرافية والظرفية الاقتصادية والاستثناء الذي مرّ بها المغرب والعالم خلال جائحة فيروس كورونا إضافة إلى تداعيات الأزمة التي أُثارها النزاع الروسي الأوكراني. على الرغم من كل هذه العقبات فإن ما تحقّق على أرض الصحراء المغربية من مشاريع وبرامج يعد بمثابة معجزة حقيقية هندسة وتمويلا وتشييدا.
يُعلن جلالة الملك محمد السادس من خلال هذه الحصيلة عن وجه الصحراء المغربية الجديد الذي سيعتمد على الطاقات البديلة والربط الطرقي الوطني من مستوى عالي إضافة إلى النمو الهائل المرتقب في ميدان الاقتصاد الأزرق القائم على استغلال مؤهلات المحيط الأطلسي باعتباره واجهة بحرية ثانية للمغرب، الذي يتمتع بازدواجية في الواجهات البحرية، بشكل يثير غيرة الجيران وحسدهم. ولعلّ مشروع ميناء الداخلة-الأطلسي، الذي سيشكل أيضا ثورة في مجال التنمية المتعددة الأبعاد بالأقاليم الجنوبية، على غرار تلك التي أحدثها ميناء طنجة المتوسط في الأقاليم الشمالية. هذا الخطاب الملكي إذن هو بيان واقعي وبلاغ عملي عن المعنى الحقيقي للترافع عن مغربية الصحراء وتحصين الوحدة الترابية، لا من خلال المناظرات والدفوعات القولية فقط، وإنما من خلال التنمية التي تعدّ أهم وأنجع وسيلة لتثبيت الوحدة الترابية والتصدي لأي شكل من أشكال المؤامرات الانفصالية.
ولهذا فإن خطاب المسيرة في ذكراها السابعة والأربعين انشغل كثيرا بالفعل والعمل بعيدا عن أي انجراف وراء الجدل، في سياق سياسي يتميز باستمرار خصوم الوحدة الترابية في بذل كل ما لديهم من جهد سياسي ودبلوماسي واقتصادي للنيل من الوحدة الترابية لبلادنا. ومن هنا فإن الخطاب الملكي ينطوي على رسالة بليغة موجهة لكل من يهدرون مقدّرات شعوبهم وثروات أوطانهم في التآمر على الآخرين بدلا من استثمارها في بناء بلدانهم وتنميتها. خطاب الذكرى السابعة والأربعين للمسيرة الخضراء إعلان عن ميلاد مرحلة جديدة في مسلسل التنمية بالأقاليم الجنوبية التي ستعزز في المستقبل القريب ارتباطها بعمقها الإفريقي من خلال جسر الربط الطرقي وأنبوب الغاز نيجيريا المغرب الذي سيوحد 15 بلدا إفريقيا حول هدف إفريقي يضمن الأمن الطاقي والسيادة التنموية.
وبينما تُضيع بعض الأنظمة في الجوار مليارات البترودولار في شراء الأسلحة وتمويل اللوبيات وتمزيق القارة السمراء، لا يريد جلالة الملك محمد السادس أن تفوت فرصة حدث المسيرة دون أن يؤكد رهانه الشخصي ورؤيته الاستراتيجية الثابتة حول ضرورة استثمار مؤهلات القارة الإفريقية التي تعدّ مستقبل العالم الاقتصادي. لا يتعلق الأمر هنا فقط ببراغماتية اقتصادية وإن كانت مشروعة، وإنما بوفاء ملكي راسخ للانتماء إلى هذه القارة الذي لطالما أكد جلالته على ضرورة الانفتاح عليها وربط الجسور مع شعوبها من أجل بناء مستقبل مشترك يخرجها من الاستغلال الذي تعرضت له لعقود دون أن تكسب من ورائه المكاسب الطبيعية. ومن هنا فإن مشروع أنبوب الغاز نيجيريا المغرب سيمثل في السنوات القليلة المقبلة واحدا من أهم المشاريع المهيكلة ليس فقط على صعيد القارة الإفريقية بل على المستوى العالمي، وخصوصا أنه ثمرة لصيغة تنموية عزيزة على قلب جلالة الملك محمد السادس وهي صيغة التعاون جنوب-جنوب.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.