قد يوحي العنوان للقارئ، بداية، بأنه أمام رواية أو مقال يسلط الضوء على قضية "بورما"، لكنه سيفاجئ بأنه أمام نص شعري، يعتصر ألم شعوب الحروب والإضطهاد. وصدر ديوان "عشاق الأقصى وبورما" خلال الأسابيع الماضية، للشاعر اللبناني الأصل أنور الموسى عن "دار النهضة العربية". ويصرح الشاعر في مقدمة كتابه، أنه يهدي هذا العمل إلى كل "رموز الإنسانية، والمظلومين في الأرض، ولكل "فقير" غني بكرامته وأخلاقه، وشهداء الحروب الأبرياء… والكادحين… مهما كانت جنسيتهم أو أصولهم". ويشدد الشاعر كذلك، بأنه كتب هذا النص الشعري، "من فيض خاطر عامر بالإيمان بقضية شعب" عانى ما عاناه من كل ضروب الإضطهاد من تهجير وقتل لم يسلم منه شاب أو شيخ، امرأة أو طفل وحتى الرضع. ويصور الشاعر بنفس ملحمي بطولات شعب "دير ياسين" وجرح القدس، التي يصفها في مقدمة ديوتنه بأنها " ألهمت المقاومين، الآملين بنصر شريف يحققه مقاوم بحد السكين وعجوز تحتضن جذع زيتونة الى أسير يودع طفله وهو ذاهب في درب النضال، صانعا له مجد كرامة، لينضم الى أسطورة الإعتقال ورمزيته مروان البرغوثي". يحرص د.أنور على تسجيل سيرة شعب راسما المشاهد المتنوعة من مسنة تواكب نعش ابنها، الى أسير يعاني من عذابات الأسر، الى نماذج لشهداء جعلوا من المقاومة هوى تماهيا مع هوى القدس. بعض من المشاعد التي يرسمها الشاعر أنور الموسى لمقاومة شعوب الحروب: "وطفل من بورما ينوح /واقفا فوق أمه ينوح: يقول :"أماه ردي علي " / احضنيني …قلبي مجروح / لم ترد أمه ..كعادتها /وطفلها يغدو ويروح / وطفل من بورما يصيح : ماذنبي أغدو كالجريح / رماني والدي في بحر أحمر / لأنجو من خنجر مستبيح /هلكت أيادي حملتني / وبت في مهب الريح /أنقذوني ياأمة إسلام /فأنا وصية نبيكم والمسيح ." ويشار إلى أن الشاعر أنور الموسى هو حاليا أستاذ بالجامعة اللبنانية، ومن مواليد سنة 1976، ببيروت، واستمد كل دواوينه من معاناة حياته، فأهله ذاقوا "الأمرين" في الحروب والتهجير… ومع هذه المعاناة كافح في التعلم والعمل البسيط… إلى أن حاز على خمس إجازات جامعية في: اللغة العربية، والصحافة، وعلم النفس، والإعلام المرئي والمسموع، والتربية، فضلا عن دكتوراه دولة، وباتت مؤلفاته تربو على ال20، جلها في دار النهضة ببيروت. آخرها ديوان زيتونة القدس وفي مذهب الحب قلبي خفق. ومن أشهر دواوينه الشعرية " موتوا كراما".