أكد رئيس مجلس المستشارين، السيد النعم ميارة، أن جلالة الملك محمدا السادس ما فتئ يرسي دعائم التعاون الفعال بين إفريقيا وأمريكا اللاتينية، وذلك منذ زيارة جلالته لعدد من دول القارة اللاتينية سنة 2004. وقال السيد ميارة، في حديث خص به قناة الأخبار المغربية M24 في ختام زيارة قام بها إلى الشيلي والأوروغواي في الفترة من 20 إلى 29 يونيو الماضي، إن المغرب أضحى اليوم قاطرة حقيقية للتنمية وهمزة وصل بين أمريكا اللاتينية وإفريقيا والعالم العربي، وذلك بفضل الثقة التي يحظى بها جلالة الملك والإعجاب الكبير بسياسة جلالته التي يتم ترجمتها إلى تعاون فعال بين بلدان الجنوب، مشيرا إلى أن سياسة المملكة التي أرست أسس الانفتاح الديمقراطي وعززت الحريات العامة تقوم على عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول واحترام سيادتها. وأضاف رئيس مجلس المستشارين أن توجيهات جلالة الملك أعطت زخما قويا سواء للسياسة الخارجية المغربية الرسمية وكذلك لما يقوم به البرلمان المغربي من أدوار في إطار الدبلوماسية البرلمانية. واعتبر السيد ميارة أن زيارته إلى الشيلي على رأس وفد برلماني هام تدخل في إطار الدينامية التي أرساها المغرب بقيادة جلالة الملك، والمتعلقة أساسا بأهمية تعزيز التعاون جنوب جنوب، مشيرا إلى أن محطة الشيلي تميزت بإجراء سلسلة لقاءات مع عدد من المسؤولين الحكوميين وكذا مع رئيسي مجلسي النواب والشيوخ وتم خلالها التأكيد على ضرورة الرقي بالعلاقات الثنائية إلى أفضل المستويات. ووصف السيد ميارة الزيارة إلى الشيلي، البلد الصديق، بالناجحة، نظرا لجودة ونوعية اللقاءات مع مختلف القيادات الحكومية والبرلمانية والمجتمع المدني، حيث تم تجديد التأكيد على ضرورة مواصلة العمل المشترك على كافة المستويات، تثمينا لهذه العلاقات المتميزة بين الرباط وسانتياغو. وخلال زيارته للشيلي اقترح رئيس مجلس المستشارين إحداث منتدى برلماني اقتصادي بين البلدين، نظرا لكون الشيلي تعتبر حليفا للمملكة في منطقة أمريكا اللاتينية، مشيرا إلى أن البلد يحظى باهتمام خاص من قبل المغرب ليس على المستوى السياسي فحسب، ولكن أيضا على المستوى الاقتصادي حيث يتعين تعزيز هذا الجانب بشكل أكبر. وفي هذا السياق، يمكن للمنتدى الاقتصادي البرلماني السنوي أن يكون فرصة لاستكشاف سبل الاستثمار والمؤهلات التي يتوفر عليها البلدان في العديد من المجالات من بينها الفلاحة وتدبير المياه والطاقات المتجددة والصناعة والسياحة والتكنولوجيا. وفي معرض حديثه عن زيارته إلى الأوروغواي، قال إنها تميزت باستقباله من قبل رئيس الجمهورية، السيد لويس لاكايي بو، الذي عبر بكل صراحة خلال اللقاء عن الرغبة الأكيدة في تذليل كل العقبات وتجاوز كل الأسباب التي لم تساهم في استثمار العلاقات التاريخية بين المغرب والأوروغواي، مشيرا إلى أن ما أكده الرئيس الأوروغوياني مهم جدا في رسم مستوى جديد من العلاقات بين البلدين، ونسج روابط علاقات اقتصادية مع بلد يتشابه كثيرا مع المغرب، الذي يمكنه أن يكون بوابته نحو إفريقيا والعالم العربي. كما مكنت زيارة السيد ميارة والوفد المرافق له لمونتيفيديو من إجراء العديد من اللقاءات، مع مسؤولين حكوميين وبرلمانيين من مختلف الأطياف السياسية ورجال أعمال، تم خلالها التعبير عن إرادة حقيقية في تعزيز التعاون المشترك في الجوانب الاقتصادية والتجارية مما سيفتح المجال لتعاون أكبر يهم مختلف المجالات مع هذا البلد ذي الأهمية في محيطه الإقليمي. وشدد السيد ميارة على أن الجانب الأوروغوياني واعي بأهمية الدفع بالعلاقات مع المملكة إلى الأمام وتصحيح الأخطاء التي حالت دون الرقي بالعلاقات بين البلدين، اللذين سيعملان معا على بناء علاقات تقوم على احترام سيادة الدول ويميزها تطابق وجهات النظر فيما يخص مجموعة من القضايا ذات الاهتمام المشترك. وبمناسبة احتضان مونتيفيديو لندوة حول تغير المناخ ودور برلمانات أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، المنظمة من قبل الاتحاد البرلماني الدولي وبرلمان الأوروغواي، أجرى السيد ميارة لقاء مع رئيس برلمان الميركوسور (بارلاسور)، طوماس بيطار، عبر فيه عن رغبة مجلس المستشارين في الانضمام كعضو ملاحظ في البارلاسور، مبرزا أن التركيبة المتنوعة لمجلس المستشارين، لاسيما المرتبطة بالمكون الاقتصادي والمهني تؤهله ليكون حلقة وصل مهمة في تقوية العلاقات مع هذا التكتل البرلماني الإقليمي، ومذكرا في الوقت ذاته بأن المغرب عضو ملاحظ في جميع المنتديات البرلمانية الاقليمية في أمريكا اللاتينية . وقال السيد ميارة إن طلب مجلس المستشارين لقي ترحيبا كبيرا من برلمان الميركوسور الذي يعتبر اليوم ثاني أكبر تكتل في العالم، حيث أكد رئيسه أن الاتفاق المرتقب يتعين إخراجه إلى الوجود في أسرع وقت ممكن من أجل مباشرة خارطة طريق محددة المعالم من شأنها أن تسمح بالمضي قدما في التعاون في العديد من المجالات ذات الاهتمام المشترك. وخلص السيد ميارة إلى أن التعاون البرلماني من شأنه أيضا أن يعزز التعاون في مختلف النواحي الاقتصادية والثقافية والاجتماعية مع دول الجنوب، وقد أظهرت جائحة كوفيد 19 الحاجة الملحة لسوق جنوب جنوب قوية كفيلة بأن تقارع النمط الاقتصادي السائد، مشددا على أن ذلك يتطلب جهودا كبيرة ولكن، برأيه، مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة. المصدر: الدار-وم ع