لفت المخرج والسيناريست الصحراوي "محمد فاضل الجماني" انتباه صناع السينما بالدورة العاشرة من مهرجان الداخلة السينمائي الدولي، من خلال مداخلاته ونقاشاته بندوات المهرجان، وعرضه فيلم "عين أبربور". وكان "محمد فاضل الجماني" سباقا لخلق نقاش سينمائي جديد على المجتمع الصحراوي، من خلال فيلمه "أراي الظلمة" الذي يعتبر أول عمل سينمائي بالأقاليم الجنوبية للمملكة، وما لاقاه حينها من انتشار واسع، ودعم من الجمهور، الذي رأى فيه اللبنة الأولى لمستقبل سينمائي زاهر لأبناء الصحراء، وعلى رأسهم الراحل "نور الدين الصايل"،الذي أبدى انبهاره الشديد بالمستوى الثقافي والرؤية السينمائية لشاب قادم من فيافي الصحراء، حيث لا معاهد تكوين في هذا المجال. "الجماني" الذي أسس للسينما الصحراوية قبل ما يقارب 20 سنة، يعتبر اليوم أهم روادها، لما راكمه من تجارب مهمة وتكوينات داخل أرض الوطن وخارجه، أثمرت عن إخراج وكتابة عشرات الأفلام السينمائية الوثائقية والمسلسلات التلفزيونية، التي تنافس بقوة على الصعيدين الوطني والدولي. "حكيم السينما الصحراوية" كما يحلو للعاملين في المجال وصفه، ازداد بمدينة العيون عام 1969، وتلقى تعليمه بها، قبل أن يلتحق بأسلاك الوظيفة العمومية بمدينة الجديدة عام 1988، هناك كرس وقته للمطالعة والتكوين والاحتكاك بسينمائيي الأقاليم الأخرى. ويحرص "الجماني" دائما على مد يد العون لكل العاملين في المجال السينمائي الصحراوي، حيث لا يتوانى في تقديم توجيهاته ونصائحه، والاشتغال مكونا ومؤطرا لعديد الأعمال السينمائية الوثائقية المتعلقة بالثقافة الحسانية والمجال الصحراوي. ويعتبر "محمد فاضل الجماني" رجل التوافقات بامتياز، نظير ما يتمتع به من هدوء وتبصر، وقدرة كبيرة على إيجاد حلول لكل المشاكل التي يتخبط فيها سينمائيو الأقاليم الجنوبية للمملكة.