اعتبر عزيز أخنوش، رئيس الحكومة، أنه من غير المقبول اليوم، أن تعرف المنظومة الصحية اكتظاظا على مستوى أقسام المستعجلات فتعجز عن القيام بمهامها، واصفا، اليوم في جلسة المساءلة الشهرية بمجلس النواب، مجموعة من المراكز الأولية ب"صحاري صحية" التي تفتقد لأبسط مقومات وشروط استقبال المرتفقين. وكشف أخنوش عن أن الحكومة تعمل على "وضع الإطار النظامي والعلمي لاختصاص "طبيب الأسرة" الذي يمثل بالنسبة له التزاما مهما سيعمل بكل تفان على تفعيله مدة هذه الولاية، والذي يقتضي هذا الإطار تعيين طبيب مكلف بعدد من الأسر، توكل له مهمة تتبع وتوجيه المرضى، عند الاقتضاء، نحو البنيات القادرة على توفير علاج غير متاح في مراكز القرب وتوجيههم نحو مختلف المؤسسات الاستشفائية ذات التخصصات المتعددة. وأضاف رئيس الحكومة أنه سيتم إحداث الهيئة العليا للصحة، وذلك لضمان استمرارية السياسة الصحية ببلادنا وضمان جودتها، حيث ستعمل هذه المؤسسة الاستراتيجية الهامة، يؤكد أخنوش، على تقنين التغطية الصحية الإجبارية عن المرض وتقييم نجاعة أداء وجودة الخدمات المقدمة من طرف مختلف الفاعلين بالقطاعين العام والخاص، إضافة إلى العمل على إعداد مراجع تكوينية ودلائل الممارسات الجيدة في المجال الصحي وحسن استخدام العلاجات وتوزيعها على المرتفقين ومهنيي الصحة. وقال رئيس الحكومة من شأن هذه المؤسسة ضمان استمرارية حقيقية للسياسات الصحية الوطنية، وتوفير الاستقرار المطلوب للمخططات والأوراش الكبرى، بالإضافة إلى ذلك، ستعمل الهيئة على ملاءمة السياسة الصحية مع التوجهات العامة للتغطية الصحية الشاملة وضمان التنسيق والتكامل بين المنظومتين". كما أعلن اخنوش عن طموحة في إحداث الوكالة الوطنية للأدوية والمنتجات الصحية وذلك بهدف تعزيز حكامة السياسة الدوائية ببلادنا، وفي إطار برنامج الإصلاح الهيكلي للمنظومة الصحية، مبينا أن هذه الوكالة ستتمتع باستقلال مالي وإداري وستعمل على تنسيق عملية تطوير السياسة الصيدلانية الوطنية والمشاركة في تنفيذها خدمة لقطاع الصحة العمومية، إضافة إلى مواكبة التحولات والتحديات المطروحة بالنسبة للسياسة الدوائية. وشدد رئيس الحكومة على أهمية ضمان الاستقلال والسيادة الدوائية لبلادناوالذي يعد من مقومات الولوج العادل إلى الدواء والعلاج، كما سيكرس الأمن الصحي، وسيمكن المواطنات والمواطنين من الحصول على الأدوية الأساسية بأثمنة ملائمة، من خلال دعم الإنتاج الوطني من الأدوية ودعم تصنيع الأدوية الجنيسة بغية تحقيق سيادة دوائية فعلية. وذكر أخنوش بالانخراط القوي، تحت قيادة جلالة الملك الذي أطلق أشغال إنجاز مصنع لتصنيع اللقاح المضاد لكوفيد-19 ولقاحات أخرى، وهو ما سيساهم في تعزيز السيادة اللقاحية للمملكة وتوفير عدد من اللقاحات للقارة الإفريقية.