يضع نادي الوداد الرياضي لكرة القدم، آخر الترتيبات للاحتفال بذكرى 85 من تأسيسه، والمتزامن مع 8 من شهر ماي الجاري لسنة 1937، بمدينة الدارالبيضاء، على يد رجالات المقاومة المغربية من بينهم محمد بن جلون التويمي. بن جلون المؤسس والمقاوم للاحتلال الفرنسي واحد من رجالات المقاومة ضد الاحتلال الفرنسي، المخلص للرياضة والوطن، من مواليد سنة 1912، تلقى تعليمه في المدارس العتيقة لينتقل الي ثانوية مولاي يوسف بالرباط، حيث بدأت أولي مواقفه القوية، بعد قيادته لإضراب عن الطعام وتشتبه بالدفاع عن هوية المغاربة بعد إصدار الظهير البربري من سلطات الإقامة الفرنسية سنة 1930. وقال عبد اللطيف أديب، رئيس جمعية التواصل لمحبي نادي الوداد الرياضي لكرة القدم، إن الحاج محمد بنجلون، كان رجلا للحكمة والكلام الموزون ولقي احتراما كبيرا لدي المغاربة باعتباره عضوا للحركة الوطنية، بعدما انتقلت المقاومة من القري والريف الي المدينة، مشيرا الى ان الرياضة سواء فرع السباحة او كرة القدم كانت وسيلة لمحاربة المستعمر الفرنسي ونشر مطالب المغاربة لحصوله على الإستقلال. وأفاد أديب في تصريح لقناة الدار، أن بنجلون قطع أشواطا كبيرة قبل الحصول على الوصل النهائي لتكوين اول جمعية رياضية للسباحة، ليتمكن بقوة القانون بتأسيس نادي الوداد الرياضي، بحيث إن التسمية جاءت نسبة لأحد الأفلام الشهيرة لام كلثوم وهو فيلم " وداد" بعدما تم طرح عدة أسماء ليحسم الامر في احد الاجتماعات حضرها الحاج بنجلون متأخرا بسبب متابعته للفيلم، ليتم الموافقة على الاسم بدون ادراج كلمة البيضاوي بحكم ان النادي كان ولازال يمثل كل المغاربة. نادي الوداد اكثر من مجرد فريق رياضي ارتبط اسم نادي الوداد الرياضي بالمقاومة المغربية ضد المستعمر الفرنسي ولعل الشهيد الزرقطوني خير دليل علي ذلك حيث كان واحد من اللاعبين داخل وداد الأمة، فبغض النظر لألقائه وانجازاته الرياضية، فقد كان مرجعا في الدفاع عن القضية الوطنية في عدد من المحطات والمنافسات الدولية. وأوضح عبد الحق أنيني، اللاعب السابق لفريق الوداد والاداري الحالي، أن تأسيس نادي الوداد الرياضي، تأسيس غير عادي ولايمكن مقارنته مع باقي الأندية الوطنية، مشيرا الى أن محطاته النضالية كانت مرتبطة بمصير شعب بأكمله، حيث تأسس من أجل الحركة الوطنية وللانتفاضة ضد الممارسات الانسانية لفرنسا وإخراج المستعمر من البلاد. وتابع أنيني قائلا:" شخصيات مغربية وازنة ساهمت في تأسيس هذا النادي العريق الذي كان مكونا من المغاربة…. الله يرحم من ساهموا في تأسيسه ويطول العمر لكل من لازالوا علي قيد الحياة". واكد اللاعب السابق لنادي الوداد، أن الشهيد محمد الزرقطوني رمز المقاومة المغربية بالدارالبيضاء، كان لاعبا لفريق الوداد الرياضي، مشددا على ان الأهداف السياسية لنصرة الوطن كانت حاضرة باعتبارها اولوية قصوى لايمكن التنازل عنها مهما كان حجم المضايقات والاكراهات. وحسب المتحدث نفسه:" فريق الوداد الرياضي ساهم بقوة في تبليغ رسالة الشعب المغربي في المطالبته بالاستقلال وطرد المستعمر الفرنسي.. فكرة التأسيس كانت شبه مستحيلة نظرا للضغط الكبير الذي مارسه المحتل الفرنسي آنذاك ". إنجازات تاريخية لم يسبق لأي ناد تحقيقها الظروف التاريخية الصعبة التي رافقت نادي الوداد الرياضي في تأسيسه، صاحبتها الإرادة النبيلة في مواجهة وتصدي عقبات الحماية الفرنسية، حيث بعد حقبة فرع السباحة وكرة السلة، انطلق فرع كرة القدم في تدوين إنجازاته وألقابه التاريخية وفرض مكانته في الساحة العربية والإفريقية. وكشف توفيق الصنهاجي، إعلامي وباحث في تاريخ الرياضة الوطنية، أن الوداد الرياضي الأكثر تتويجا بعدد من الألقاب بالمغرب ففي عهد الحماية الفرنسية توج بثلاثة مرات ببطولة شمالية افريقيا للأندية البطلة، وبلقب شمال أفريقيا للأندية الحائزة على الكأس كما توج بخمسة مرات بالبطولة المغربية. وأضاف الصنهاجي في تصريح لقناة الدار، أن بعد استقلال المغرب واصل فريق الوداد حصد الألقاب وتحقيق الإنجازات، بتتويجه ب 16 لقب من البطولة الوطنية، ليصل مجموع الألقاب حاليا الى 21 لقبا، مشيرا الى ان تحقيق الانتصار علي فريق سيدي بلعباس الجزائري بعقر داره بنتيجة أربعة أهداف مقابل ثلاثة، كافية لتأكيد على ان الوداد الرياضي كان فريقا فوق العادة. وتابع المتحدث قائلا:" تاريخيا نادي الوداد فاز بثلاثة ألقاب من كاس الجيل " السوبر" سأفاجأ الجمهور المغربي والودادي بالخصوص بمعلومة تتطلب البحث عن الوثائق المفقودة في الارشيف الرياضي المغربي وموجودة حاليا بفرنسا… فقد توج الوداد الرياضي بخمسة مرات وليس ثلاثة بكأس الجيل وهذه معلومة حصريا لمتابعي قناة الدار.. لتأكيد ذلك يتطلب مجهودا استثنائيا وبحث معمق في أرشيف فرنسا الشيء الذي يدفع تظافر كل الجهود المالية والإدارية والمعنوية لإعادة كتابة تاريخ وداد الأمة".