يجسد تنظيم أول منتدى مغربي- إسرائيلي للاستثمار السياحي، أمس الثلاثاء، رغبة المغرب وإسرائيل في تعزيز العلاقات الاقتصادية بعد إعادة استئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما. ويعول على هذا المنتدى الأول من نوعه للترويج للاستثمار السياحي لدى مجتمع المستثمرين الإسرائيليين، خصوصا و أن المغرب وإسرائيل، وقعا، شهر فبراير الماضي، اتفاق تعاون اقتصادي يسعى للرفع من التبادل التجاري بين البلدين إلى حوالي 500 مليون دولار سنويا، أي ما يناهز 5 مليارات درهم. وتتوخى إسرائيل تطوير التعاون الاقتصادي والتجاري مع المغرب بعدما أعيد استئناف العلاقات بين البلدين نهاية سنة 2020؛ إذ منذ ذلك الحين زار المملكة ثلاثة مسؤولين إسرائيليين، آخرهم وزير الخارجية يائير لابيد. تنظيم هذا المنتدى للاستثمار السياحي، يندرج في اطار تفعيل الإعلان المشترك الموقع بتاريخ 22 دجنبر 2020 بالرباط، الذي أعرب فيه البلدان عن رغبتهما بتحقيق تعاون اقتصادي ثنائي تطبعه الدينامية والابتكار في مجالات التجارة والمالية والاستثمار والابتكار والتكنولوجيا. ومن بين ما يتوخاه، اتفاق التعاون الاقتصادي بين البلدين، إحداث مناطق صناعية مؤهلة في المغرب لتجسيد التعاون الثلاثي بين كل من المغرب وإسرائيل والولايات المتحدةالأمريكية في مجال التجارة والاستثمار، وتيسير الولوج المباشر للسلع المنتَجة في هذه المناطق إلى السوق الأمريكية. الاتفاق الموقع بين الرباط وتل أبيب، ينص، أيضا على المشاركة في المعارض التجارية والملتقيات الاقتصادية التي ستنظم في كلا البلدين، وتبادل الخبرات وتنظيم تظاهرات ترويجية وزيارات لرجال الأعمال، وإرساء تعاون ثنائي بشأن مسائل التقييس والتقنين بين فاعلي القطاع الخاص لكلا البلدين، وفي ميادين البحث والتطوير والابتكار والمقاولات الصغرى والمتوسطة. وبخصوص القطاعات ذات الإمكانيات الاستثمارية العالية التي تم اقتراحها من طرف رجال الأعمال بالمغرب واسرائيل، فيتعلق الأمر بالصناعة 4.0، والصناعة الغذائية، وقطاع السيارات والطيران، والنسيج، وتكنولوجيات الماء، والطاقات المتجددة، وترحيل الخدمات، والأجهزة الطبية والصناعة الدوائية. و شكل هذا المنتدى فرصة لتسليط الضوء على تحالف البلدين الذي حرص جلالة الملك محمد السادس على تعزيزه خلال حفل توقيع الإعلان الثلاثي بين المملكة المغربية ودولة إسرائيل والولايات المتحدةالأمريكية في دجنبر 2020 والذي يعد حدثا تاريخيا مكن من إرساء أسس متينة وقوية لعلاقة أبدية وأخوية بين البلدين. ورام المنتدى وضع الأساس لشراكة اقتصادية واعدة ومستدامة وخلق قيمة مضافة، ما من شأنه توفير فرص كثيرة للاستثمار السياحي بين البلدين. وقم تم تسليط الضوء خلال هذا المنتدى على مميزات المملكة والاستقرار السياسي والاقتصادي الذي تنعم به إضافة إلى بنيتها التحتية ذات المستوى الدولي وموقعها الجغرافي، الشيء يجعل منها بوابة لأوروبا ونقطة عبور لإفريقيا فضلا عن إمكانياتها السياحية الهائلة والمتفردة. وحظي عرض الاستثمار السياحي الذي تم تقديمه خلال هذا المنتدى، بتقدير واعجاب كبيرين من قبل مجتمع المستثمرين الإسرائيليين الذين أعربوا عن اهتمامهم واستعدادهم للمساهمة في تطوير العرض السياحي في المغرب. جدير بالذكر أن هذا المنتدى، الذي امتد على مدى نصف يوم وحضره أكثر من 200 مشارك من أهم ممثلي صناعة السياحة الإسرائيلية والمغربية، تدخل شخصيات بارزة، على غرار ناتاليا بايونا، مديرة الابتكار والتعليم والاستثمار بالمنظمة العالمية للسياحة، وليون أفيغاد، المؤسس والرئيس التنفيذي لفنادق "براون"، ونيل كاي، رئيس مجلس إدارة ومؤسس مجموعة "سيلفروك"، وحميد بن طاهر، رئيس الكونفدرالية الوطنية للسياحة، فضلا عن دانيال روجر، ممثل مجموعة "فتال"، وجليل الطعارجي، المدير العام لمجموعة "تيكيدا" وغيرهم.