"إذا سقطت الجزائر، سينهار الساحل"، عنوان مقال تحليلي لصحيفة "موند أفريك" الفرنسية، حاولت فيه استشراف سيناريوهات ما بعد بوتفليقة، وآثار ذلك على منطقة الساحل والصحراء. وتساءلت الصحيفة هل يمكن أن تنهار مثل هذه الدولة المركزية في المنطقة المغاربية، والساحل والصحراء، والقاعدة الإقليمية الحساسة دون زعزعة استقرار محيطها؟ فالفراغ الذي يلوح في الأفق من الدولة الجزائرية قد يكون شرسا، وخطيرا خارج حدود البلد. أما بالنسبة للانهيار الرهيب، الأشبه بسيناريو من النوع السوري، فهو يعطي تخوفًا حيويًا للدبلوماسيين والمراقبين والمتخصصين. باختصار، بالنسبة لجميع أولئك الذين لديهم "شهية للمستقبل".فإن النقاش يدور تلقائيًا في منطقة الساحل التي تضم ثلاث ولايات هشة على الأقل أو مشتقة منه. حتى مجموعة ج5 الساحل ، في مجملها، لن تكون قادرة على تحمل موجات الصدمة الناجمة عن صدمة مؤسسية ذات حجم هائل من سقوط النظام الجزائري، لأسباب عديدة، أولها أن الجزائر، حسب الجغرافيا والدبلوماسية والأجهزة السرية، هي في صميم قضايا الصحراء والساحل. فالجهة الجنوبية من الجزائر تشبه لمناطق الشمالية من مالي وهي كيدال وغاو وتمبكتو وتوديني. قرب أو تشابه لا علاقة له بانسحاب الإسلاميين من الجماعة الإسلامية المسلحة الجزائرية في المحميات الجبلية والمحدودة لمالي، حيث قاموا بالتقاطع، وفي بعض الأحيان بالتواطؤ مع متمردي الطوارق، الذين خدم بعضهم لفترة طويلة في جحافل مساعدة أو مساعدة من الجيش الليبي ابان نظام العقيد القذافي. من الواضح أن هذا التمركز من الجهاديين والمتمردين والمعارضين والمتجرين يخضع للمراقبة والتسلل التام وغالبًا ما يتم التلاعب به وتدميره بشكل متقطع من قبل دائرة الاستعلام والأمن الجزائرية، بتكليف متتابع من انرالات ميديان توفيق وبشير طرطاج. من الناحية الدبلوماسية، كانت الجزائر هي التي توسطت في المفاوضات وسهرت عليها ورعت اتفاق ما يسمى ب 15 مايو 2015، من أجل السلام والمصالحة. رئاسة لجنة المتابعة للاتفاق المذكور عهد بها إلى السفير الجزائري في باماكو، سعادة أحمد بوتاش. الاستنتاج المنطقي والتبعات التلقائية هي: من المؤكد أن مالي التي عاشت بالفعل ستتم خلعها من جراء انهيار جارتها القوية (بلد بوتيفليقة) المرتبطة ارتباطًا وثيقًا بمستقبلها. في وقت كتابة هذا التقرير كان وزير الخارجية كاميسا كامارا يقيم – على الرغم من الأزمة – في الجزائر بدعوة من نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الجديد رمضان لعمامرة. ألا يكشف هذا عن ضيق العلاقات الثنائية والجيوسياسية؟ وبجانب الرابط المالي المتصدع بشدة، نجا رابط بوركينا فاسو الضعيف. ضعيف ومرهق بوركينا فاسو من رعاة البقر الجهاديين والانفجارات من المعتدين، الذين نشروا انعدام الأمن. اشتباكات لا نهاية لها تتسبب في إغلاق المدارس والحد من وجود الدولة كعار ، في جميع أنحاء المنطقة شبه الصحراوية في بوركينا فاسو. ارتفاع الخطر الذي يعطل النظام اليتيم من استراتيجيته ساليف ديالو، الذي توفي في 19 أغسطس 2017. وخلص صاحب المقالBabacar Justin Ndiaye، المحلل السياسي المهتم بشؤون منطقة الساحل والصحراء، الى القول بأن الإرهابيين وغيرهم من الجهاديين لا ينتظرون غرق النظام في الجزائر، لاكتساح المعسكرات وغيرها من معسكرات الجيش المالي في دلتا وسط نهر النيجر وكل ماكينيا.