أثار الخطاب التلفزيوني للرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، امتعاض رواد شبكات التواصل الاجتماعي، والمراقبين لتطورات الحرائق التي تجتاح البلاد. ففي وقت كان الجميع يترقب إجراءات ملموسة لاخماد النيران، التي أتت على الأخضر واليابس، خرج الرئيس تبون، بلهجة حادة وكلمات لم تكن من أوراق كما جرت العادة في الخطابات الرسمية، متوعدا مدبري حرائق الغابات، متنصلا بذلك من مسؤوليته الدستورية. خطاب الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون، الذي وصفه مراقبون ب"خطاب الهروب الى الأمام"، و " التهرب من المسؤولية"، أكد فيه الرئيس تبون أن "معظم حرائق الغابات التي اجتاحت البلاد "مدبرة من جهات تعرف جيدا المنطقة وتضاريسها وقصدوا أن تكون بمناطق آهلة بالسكان". وذهب الرئيس الجزائري أبعد مدى في خطابه، الذي أثار استهجان "فايسبوكيين" جزائريين، حينما حذر الجزائريين عامة وسكان منطقة القبائل التي تضررت بشكل كبير من الحرائق من حركتي "رشاد" الإخوانية و"الماك" الانفصالية التي وصفها ب"الجراثيم" بمحاولة إحداث الفتنة على خلفية الحرائق. ووجه كلمة لسكان ولاية "تيزي وزو" الأكثر تضررا من الحرائق: "حذارِ من الجراثيم التي تحاول استغلال الفرصة للتفرقة والشعب كله واحد". وتابع: "سنستعمل القانون لصدهم، وهؤلاء الناس من يحاولون استغلال الأوضاع الصعبة والتفرقة بين الجيش والشعب أقول لهم إن المواطنين هم من ساعدوا الدولة في القبض على مشبوهين وصل عددهم إلى 22 منهم 11 في تيزي وزو والبقية في عنابة وجيجل". وواصل تحذيره للتنظيمين الإرهابيين بالقول: "من يمس الوحدة الوطنية استعمل معها كل الوسائل وسيدفع الثمن غاليا، الوحدة الوطنية شيء غالي جدا"، مشدد على أن "هناك أشخاصا مغرضين وتحريات العدالة هي من ستحقق في اغتيال الشاب الذي قتل في مدينة تيزي وزو بعد قدومه من ولاية عين الدفلى للمساعدة في إطفاء الحرائق". كما نبه الرئيس الجزائري، إلى ضرورة عدم إعطاء الفرصة لمنظمتين إرهابيتين للدخول بين الجزائريين لإحداث الفتنة، في إشارة إلى تنظيمي "رشاد" الإخوانية و"الماك" الانفصالية المصنفتين إرهابيتين.