تم صباح اليوم الأربعاء بمقر منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، بالرباط، تقديم الجزء الأول من"موسوعة تفكيك خطاب التطرف"، التي تم اعدادها بالتعاون مع الرابطة المحمدية للعلماء، وذلك في إطار اتفاقية الشراكة بين الإيسيسكو والرابطة، من أجل التمنيع الفكري للشباب المسلم من مختلف خطابات التطرف والكراهية، في دول العالم الإسلامي وخارجه. واستُهلت أعمال الندوة العلمية، بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم، أعقبتها كلمة ترحيبية للدكتور سالم بن محمد المالك، المدير العام للإيسيسكو، ثم كلمة للدكتور عبد الإله بنعرفة، نائب المدير العام للإيسيسكو، تقديما عاما حول مضامين الندوة، تم تلتها كلمة للدكتور أحمد عبادي، الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، الذي ألقى المحاضرة الرئيسة، تناول فيها التعريف بالموسوعة، وإبراز خصائصها وعناصر فرادتها. وتعد الموسوعة، التي تم إنجاز الجزء الأول منها، أول مبادرة علمية تهدف إلى رصد مختلف أشكال خطاب الغلو والتشدد الرائجة في دول العالم الإسلامي وخارجه، وتفكيكها، وبيان أوجه الانحراف في تأويل عدد من المفاهيم الدينية، والاستغلال السيء لها لبث الفرقة والانقسام، وترويج صورة مشوشة عن تعاليم الإسلام عبر العالم. ويرسم الجزء الأول من الموسوعة إطارها النظري لتفكيك الخلفيات الفكرية لخطابات التطرف، من خلال عدد من البحوث الأكاديمية انتظمت في أربعة محاور، هي: تفكيك خطاب التطرف: مداخل مفاهيمية ومنهجية، تفكيك الخلفيات الفكرية لخطاب التطرف، نقض منطلقات الفكر المتطرف، نقد مقولات التطرف. ويندرج هذا المنجز في سياق تصاعد خطابات التطرف، والتطرف العنيف، والكراهية، وبناء على قراءات اختزالية للمفاهيم الشرعية حول الكفر والولاء والبراء والجهاد والخلافة…، كما تستهدف الموسوعة جمع وتصنيف المعطيات والبيانات المتصلة بخطاب التطرف و تحليل مضامينه، وتفكيك مفاهيمه، وإنتاج خطاب بديل وفق الأسس العلمية الشرعية المعتبرة، يكون مرتكزا لصياغة خطاب ديني إيجابي معتدل، يقوم على الفهم الجمالي والتراحمي للدين الإسلامي الحنيف، يشكل قاعدة للعلماء والمثقفين والشباب العاملين في ميادين الدعوة والإرشاد لامتلاك الآليات والكفايات التي تؤهلهم للتصدي للأفكار المنحرفة، وترشيد التدين. وتتغيا هذه الموسوعة التمنيع الذاتي للشباب، وتحصينهم فكريا من خطاب التطرف، وتفكيك عدد من المفاهيم ذات الصبغة الشرعية التي تستند اليها الجماعات المتطرفة، ويحرفها دعاة التطرف والإرهاب، ويبنون عليها خطابات المفاصلة والكراهية والعنف. ويرسم الجزء الأول للموسوعة اطارها النظري لتفكيك الخلفيات الفكرية لخطابات التطرف، ومن خلال عدد من البحوث الأكاديمية انتظمت في أربعة محاور: المحور الأول: تفكيك خطاب التطرف، مداخل مفاهيمية ومنهجية، المحور الثاني: تفكيك الخلفيات الفكرية لخطاب التطرف، المحور الثالث: نقض منطلقات الفكر المتطرف، المحور الرابع: نقد مقولات التطرف. وتشكل الموسوعة منطلقا لمشروع متكامل مشترك بين "الايسيسكو" و الرابطة المحمدية للعلماء، لاعداد أدلة توجيهية للتحصين و التمنيع من خطاب التطرف، وبناء القدرات والكفايات في مجال التحصين والتمنيع من هذا الخطاب المتطرف، وتتبع مراحل التنفيذ على أرض الواقع وقياس آثار هذا العمل وتقويمه دوريا.