أكدت المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج في تقرير لأنشطتها لسنة 2020 سعيها لمواصلة تحسين ظروف إيواء المعتقلين ومعالجة ظاهرة الاكتظاظ بالسجون وفق الامكانيات المتاحة لديها. وأورد التقرير أن سنة 2020 عرفت افتتاح ثلاثة سجون محلية بكل من مدن بركان والعرائش ووجدة بطاقة استيعابية إجاملية تقدر ب4400 سرير، مقابل إغلاق السجنين القديمين ببركان ووجدة والسجن المحلي بالقصر الكبير. كما تواصلت ، خلال نفس السنة ، أشغال بناء مؤسستين سجنيتين بكل من أصيلة والجديدة 2 بطاقة استيعابية إجاملية تقدر ب3 آلاف سرير، وإطلاق أشغال بناء مؤسستين سجنيتين بكل من الداخلة والعيون 2 (نحو 3000 سرير)، إضافة إلى مباشرة مسطرة طلب العروض لبناء مؤسستين سجنيتين بتامسنا والصويرة. وبخصوص مشاريع الإصلاح والتوسعة، أفاد التقرير بأنه تم الانتهاء من أشغال توسعة السجن المحلي سلا 2، كما بلغت أشغال تهيئة وتوسعة المركب السجني عين السبع مراحلها النهائية، مضيفا أنه تم الانتهاء من مشاريع الإصلاح والترميم بالسجون المحلية بأزيلال، ورأس الماء، وتزنيت، وتازة، وآسفي، والسجنين الفلاحيين بالرماني وزايو، وأشغال إعادة تهيئة السجن المحلي بالجديدة ومركز الإصلاح والتهذيب علي مومن، كما تتواصل أشغال إحداث ولوجيات ومحلات للنظافة خاصة بالأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة بمختلف المؤسسات السجنية. وفي ما يتعلق بتجويد التغدية، ذكر التقرير أن التغدية تعتبر أحد الجوانب التي تحرص المندوبية العامة على إيلائها العناية اللازمة وتدبيرها بالشكل الذي يضمن للسجناء الاستفادة من وجبات غذائية سليمة ومتوازنة، حيث عملت خلال السنة الماضية على توفير أزيد من 95 مليون وجبة غذائية لفائدة نزلاء مختلف المؤسسات السجنية. وشكلت الإجراءات المتخذة خلال السنة ذاتها استمرارية للجهود المبذولة في هذا الصدد، حيث انطلقت هذه الاجراءات بإبرام صفقة-إطار خاصة بتغذية المعتقلين عبر دفتر تحملات يتضمن بنودا وإجراءات وتعديلات جديدة، تروم تحسين وتطوير مراحل تسلم المواد الأولية وإعداد وطهي وتوزيع الوجبات الغذائية وكل ما يتعلق بمجال المطعمة الجماعية. وتتمثل أهم التعديلات في اعتماد طريقة الحصيص الفردي في بعض المواد الغذائية (السمك، الزبدة، المربي، زيت الزيتون، الشاي، القهوة، الحليب، السكر) لضمان استفادة كل سجين من حصته اليومية كاملة وتقديمها له في أحسن الظروف وضمن شروط السلامة الصحية، والزيادة في عدد العاملين بالمطبح التابعين للشركة وذلك في حدود مساعد طباخ لكل 250 نزيلا بدل مساعد طباخ لكل 300 نزيلا بالإضافة إلى الطباخ الرئيس والمسير، أي بزيادة حوالي 17 في المائة في عدد العاملين بالمطابخ بالمؤسسات السجنية. ولتحسين مستوى النظافة، أبرز التقرير أن المندوبية عملت ، منذ إعلان حالة الطوارئ الصحية ، على اتخاذ مجموعة من الإجراءات والتدابير تهم كافة المتدخلين المعنيين لتوفير أقصى درجات الحماية والنظافة والتعقيم والتطهير بالمؤسسات السجنية، من أهمها، إعادة تهيئة قاعات الزيارة بتركيب فواصل واقية من البلاستيك المقوى لمنع انتقال العدوى بين السجناء وذويهم، واقتناء وتوفير مخزون كاف من مواد ولوازم النظافة والتعقيم والتطهير، وتغطية حاجيات المؤسسات السجنية من الحاويات البلاستيكية ذات أحجام مختلفة لجمع النفايات، وإنجاز أزيد من 200 عملية تعقيم همت جميع المرافق ووسائل النقل من طرف شركة متخصصة في المجال، بمجموعة من المؤسسات السجنية. وفي ما يتعلق بتعزيز المعاملة الإنسانية للسجناء، أبرزت المندوبية أن انخراطها الفعال يتواصل في التوجهات العامة للمملكة في ما يتعلق بإدماج المقاربة المبنية على حقوق الإنسان في بلورة وتنفيذ السياسات والبرامج وفق المبادئ والحقوق المنصوص عليها في المواثيق الدولية ذات الصلة، والتي جعلها الدستور المغربي تسمو على التشريعات الوطنية. وخلص التقرير إلى أن المندوبية توصلت خلال سنة 2020 ، عبر الوسائل والآليات المتاحة التي أحدثتها لتعزيز حق السجناء والمرتفقين في التشكي ، بما مجموعه 3970 من الشكايات والاقتراحات والملاحظات، حيث تبين من خلال دراسة أنها موزعة إلى 1516 شكاية موجهة إلى المندوبية العامة ويدخل موضوعها ضمن شق اختصاصها، أي بنسبة تعادل 38,20 في المائة من مجموع الشكايات والاقتراحات والملاحظات المتوصل بها.