تضطلع شجرة الأركان، التي تنتشر في غرب-جنوب المملكة، بدور رئيسي في حماية التنوع البيولوجي والحفاظ على توازن الطبيعة ومكافحة تغير المناخ. وبالإضافة إلى استخداماتها المتنوعة في الطهي، وفوائدها العلاجية والتجميلية، تتميز شجرة الأركان بوظائفها الإيكولوجية، والتي تتجلى أساسا في الحفاظ على التربة ومكافحة التعرية المائية والريحية. وهكذا فإن إعلان اليوم العالمي لشجرة الأركان في عام 2021 لم يكن من قبيل الصدفة، فقد استحقت شجرة الأركان بكل جدارة تصنيفها كتراث ثقافي لا مادي للبشرية من قبل (اليونسكو) سنة 2014، وكنظام للتراث الزراعي العالمي من قبل منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) سنة 2018. وعن خصائص هذا الزيت النادر، أبرز رئيس المركز الجهوي للبحث الزراعي بأكادير، عبد العزيز ميموني، أن زيت الأركان، المستخرج من ثمار شجرة الأركان، يعد منتجا يحتوي على مكونات مضادة للأكسدة مثل الكاروتين والبولي فينول والفيتامينات "أ" و "ج" و "ه". وأشار السيد ميموني ،في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء عشية أول احتفال باليوم العالمي لشجرة الأركان، إلى أن "إنتاج زيت الأركان في المغرب يتراوح ما بين 4000 و 6000 طن في السنة حسب الظروف المناخية". وأبرز أن هذه الفوائد المتعددة خلقت زخما لهذا الزيت الذي أصبح يحظى بصيت وتقدير داخل المغرب وخارجه، مما جعل الطلب عليه يتزايد بشكل كبير على المستوى الوطني وكذا على المستوى العالمي، خاصة بالولايات المتحدةالأمريكية، وأوروبا، وكندا، وآسيا، مشيرا إلى أن صادرات زيت الأركان تتراوح ما بين 1000 و 1500 طن في السنة. وعن فوائد هذا الذهب الأخضر، أبرزت أستاذة الكيمياء بكلية العلوم في جامعة محمد الخامس بالرباط، زبيدة شروف، من جهتها، أن مضادات الأكسدة التي يتوفر عليها زيت الأركان، تعتبر "مفيدة بشكل عام لشفاء البشرة المتهيجة و المتشققة والتالفة وكذا البشرة التي تعرضت لحروق وتجعل منه المنتج المثالي لمكافحة الشيخوخة". وأكدت السيدة شروف ،في تصريح مماثل لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن العديد من الدراسات أظهرت أن هذا الزيت يقلل من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية كونه يخفض ضغط الدم ويعمل على السيطرة على الكولسترول. من جانب آخر، أفادت منظمة الأممالمتحدة على موقعها، أنه "خلال سنة 2021، أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 10 ماي، يوما عالميا لشجرة الأركان، وقد حظي هذا القرار الأممي، الذي جاء بمبادرة من المغرب، بدعم 113 دولة عضوا في الأممالمتحدة، وتمت المصادقة عليه بالإجماع". ويعد إقرار يوم عالمي لشجرة الأركان، اعترافا دوليا بجهود المملكة، تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، لحماية وتثمين شجرة الأركان، واختيار هذا التاريخ مستوحى من دورة نضج ثمرة شجرة الأركان. وفي هذا السياق، سيتم تنظيم العديد من الفعاليات يوم غد الاثنين احتفاء بهذا اليوم التاريخي الذي يعتبر اعترافا بعنصر من عناصر النظم الإيكولوجية المغربية ورمزا من رموز الصمود والخلود. وهكذا، ستنظم مؤسسة محمد السادس للبحث والحفاظ على شجرة الأركان "تظاهرة" في صيغة ندوات افتراضية، حيث سيتم التركيز خلال هذه التظاهرة التي ستعرف مشاركة العديد من الخبراء المغاربة والدوليين، على إجراء تحليل متعدد القطاعات للنظام الإيكولوجي لشجرة الأركان. كما سيتم بالمناسبة، تنظيم حدث رفيع المستوى برئاسة وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، عزيز أخنوش. وسيتم متابعة هذه التظاهرة في جميع أنحاء العالم، بشكل مختلط، مباشرة على القناة الإلكترونية "WebTV"، التابعة للأمم المتحدة، وكذا على موقع YouTube وشبكات التواصل الاجتماعي. المصدر: الدار– وم ع