ورطت إسبانيا نفسها بعد أن سقطت في فخ نظام العسكر الذي وظف عميله بن بطوش من أجل خلق أزمة دبلوماسية بين المغرب وجارته الشمالية! مصداقيتها على المحك بعد أن تعاملت بمنطق جمهوريات الموز مع مجرم حرب رُفعت ضده عدة دعاوي قضائية وكان محل تحقيق على أعلى مستوى في القضاء الاسباني. على المغرب استغلال هذه السقطة وممارسة الضغط الكافي لتحقيق مكاسب حاسمة في ملف الصحراء المغربية والذي لن يكون سوى دفع اسبانيا إلى تبني المقترح المغربي الخاص بالحكم الذاتي في إطار السيادة الكاملة على الصحراء. دعم اسبانيا بشكل رسمي للمقترح المغربي خطوة هامة يجعلها في نفس المستوى الذي تتعامل به فرنسا مع الملف. وستكون هذه المرحلة مقدمة لإعترافها الرسمي لاحقا بمغربية الصحراء. ليس أمام إسبانيا إلا خيار المحافظة على مصالحها المشتركة مع المغرب الذي يعتبرها أول شريك تجاري بقيمة مبادلات تجارية بغلت 15مليار دولار سنة 2019. فهل صحة بن بطوش أهم من مليارات دولارات التي تنعش الاقتصاد الاسباني؟ وهل إرضاء نظام العسكر يكون على حساب سمعة بلد بحجم اسبانيا؟ * اعلامي جزائري مهتم بالعلاقات الجزائرية المغربية