لازالت التجربة المغربية في التطعيم ضد فيروس "كورونا" المستجد، تثير اعجاب الفرنسيين، ووسائل الاعلام الفرنسية، التي انتقدت تعامل حكومة بلادها مع عملية التلقيح من خلال تسليط الضوء على تجربة المغرب الشريك الاستراتيجي لفرنسا. وفي هذا الصدد، انتقدت المحامية الفرنسية "ماري آن سوبري"، على أثير إذاعة "RMC" استراتيجية الحكومة الفرنسية في التلقيح ضد فيروس "كورونا"، قائلة "يحيا المغرب.. والعار لفرنسا"، مؤكدة أن " المملكة المغربية أبانت عن تفوقها على فرنسا في عملية التلقيح". وتابعت المحامية الفرنسية، المتزوجة من مهاجر مغربي، أن المغرب تجاوز بكثير فرنسا التي تدعي أنها بلد متقدم وأن المملكة تتخلف عنها اقتصاديا لسنوات، مبرزة أن " جدة أبنائها قررت السفر إلى المغرب إبان الأزمة الصحية التي فرضتها "كورونا" لاعتقادها أنها ستكون في مأمن في بلدها وهو ما تحقق فعلا". وأضافت أن والدة زوجها المغربي حسنا فعلت عندما سافرت الى المغرب، لأنها استفادت من التلقيح وهو ما يؤكد، على حد قولها، " التفوق المغربي على فرنسا في مجال التلقيح ضد الجائحة"، مشيرة الى أن " تلقيح جدة أبنائها في المغرب تم منذ وقت طويل، وأنها كانت ترغب في العودة لفرنسا لكن المملكة أغلقت حدودها لمنع السفر احترازا من عودة تفشي الفيروس وسلالاته المتحورة. وأوضحت المحامية الفرنسية وهي تثني على التجربة المغربية في مجال التطعيم ضد فيروس "كورونا"، أن المغرب جعل من تلقيح المسنين أولوية، بخلاف فرنسا التي تخول لنفسها إعطاء الدروس للأغيار وهي أبعد من هكذا مكانة تسمح لها بذلك"، على حد تعبيرها. وليست هذه المرة الأولى، التي تنتقد فيه فعاليات فرنسية السير العام لعملية التلقيح ببلادها، إذ سبق أن أكد طبيب فرنسي laurent alexandre أن "ملك المغرب محمد السادس يلقح بسرعة أكبر مرتين من الرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون"، مضيفا:" بلد غير متقدم، مثل المغرب، يلقح مرتين أسرع من فرنسا، وكأننا نحلم، لو قيل لنا قبل 5 سنوات بأن المغرب سيلقح ضد أي مرض أفضل من فرنسا لما صدقنا...". ورغم أن هذه التصريحات تضمر في طياتها الغيض من التجربة المغربية في مجال تلقيح المواطنين ضد فيروس كورونا، إلا أن الطبيب الفرنسي، عاد ليؤكد في لقاء مباشر على جريدة figaro، يوم 10 مارس الماضي، بأن "عدد من الدول الأخرى كإسرائيل وانجلترا ومن بينهم المغرب سبقوا فرنسا في تلقيح مواطنيهم بخمسة مرات، إنه مشكل حقيقي". وفي سياق متصل، وجه رونو ريتايللاو، رئيس الفريق الجمهوري في مجلس الشيوخ الفرنسي، انتقادات لاذعة الى حكومة بلاده، بسبب الوتيرة البطيئة التي تتم بها حملة التلقيح ضد فيروس "كورونا" في فرنسا. وقال في حديث لإذاعة "فرانس أنفو" ان " فرنسا متخلفة عن بلدان أخرى مثل المغرب، ورومانيا في عملية التلقيح"، مشيرا الى أن " الحكومة لا تتوفر على رؤية واضحة بهذا الخصوص، ويتعين الخروج من هذا النفق المظلم، من خلال التسريع من عملية تطعيم المواطنين، وكذا سن اجبارية التلقيح على جميع المواطنين". كما أعربت الصحفية الفرنسية، جوديث وينتروب خلال برنامج "Ca donne le ton" عن استغرابها من "عدم مبالاة" الرئيس إيمانويل ماكرون، إزاء تأخر حملة التطعيم في فرنسا، مشيدة بالمغرب، الذي قالت انه "يتقدم بسرعة في عملية تلقيح مواطنيه ضد الفيروس التاجي". وارتفعت عدد من الأصوات من اليمين والوسط واليسار لانتقاد البداية البطيئة لحملة التطعيم ضد كوفيد -19 في فرنسا، ومهاجمة الاستراتيجية التي تتبناها الحكومة الفرنسية في هذا الصدد. وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد أكد في كلمة متلفزة إلى مواطنيه بمناسبة الاحتفال برأس السنة الجديدة 2021، أنه لن يسمح "ببطء غير مبرر" في حملة التلقيح ضد فيروس كورونا بعد الانتقادات التي وجهت لحكومته بهذا الخصوص.