لازال الاعلام الجزائري، يحاول عبثا التغطية على الإخفاقات التي راكمها العسكر في ملف الصحراء، وكذا امتصاص غضب الشارع الجزائري، من خلال فبركة تقارير خيالية مفادها أن "مكاسب" جبهة "البوليساريو" الانفصالية في نزاع الصحراء هي التي دفعت المملكة لتعليق التواصل مع السفارة الألمانية في الرباط. وكعادتها استغلت صحيفة "الشروق"، التي تعد أبرز أبواق النظام العسكري الجزائري، التوثر بين الرباطوبرلين، لنفث سم العداء للمغرب، واختلاق الأكاذيب، اذ ربطت بين قرار المغرب، وتعليق السفارة الألمانية في المملكة منح التأشيرات. وأشارت الصحيفة في مقال تم تدبيجه بأمر من عسكر قصر "المرادية"، تحت عنوان "السفارة الألمانية في الرباط ترد بطريقتها على بوريطة"، الى أن السفارة الألمانية في الرباط ردت "بطريقتها الخاصة على القرارات الأخيرة التي اتخذتها سلطات الرباط في التعامل معها وأوقفت إصدار تأشيرات شنغن حتى إشعار آخر" رغم أن السفارة الألمانية أكدت أن الأمر مرتبط بتطور الوضعية الوبائية. من جانبه، قال موقع "المستقبل الصحراوي" التابع لجبهة البوليساريو الانفصالية، نقلا عن الصحيفة الجزائرية، إن القرار جاء "كرد فعل على قرار تجميد المغرب علاقاته المؤسساتية والدبلوماسية مع برلين"، في حين كتب موقع الإذاعة الجزائرية أن "المتتبعين يرجعون توقيف السفارة الألمانية في الرباط لعملية إصدار التأشيرات الى تعليق المغرب التواصل معها، و أن الأمر لايرتبط بالحالة الوبائية بالمغرب، بقدر ما هو "رد فعل" على قرار المغرب "تعليق كل أشكال التواصل" مع التمثيلية الدبلوماسية الألمانية في المملكة. السفارة الألمانية كانت واضحة وعزت قرار تعليق منح التأشيرات في بيان لها على موقعها الإلكتروني يوم أمس الخميس، إلى تطور الوضع الوبائي المرتبط بفيروس "كورونا" المستجد"، كما أن هذا القرار اتخذته الحكومة الفيدرالية الألمانية في عدد من البلدان وفي مناسبات عدة. وفي سياق متصل، استنجدت وكالة الأنباء الرسمية الجزائرية، بممثلة جبهة البوليساريو الانفصالية في ألمانيا نجاة هند، التي قالت ان تعليق المغرب للتواصل مع السفارة الألمانية له "علاقة وطيدة بالتطورات والمكاسب التي تمكنت قضية الصحراء الغربية من حصدها مؤخرا لاسيما التي صدرت من دولة ألمانيا"، ملمحة الى أن "الموقف المغربي من برلين يأتي عقب رفع برلمان بريمن، أصغر ولاية ألمانية، لخرقة البوليساريو، علما أن هذا البرلمان المحلي ليس ناطقا رسميا باسم ألمانيا الاتحادية التي يبقى التعبير عن مواقفها الخارجية خاصاً بالحكومة الفيدرالية. كما نشر موقع الإذاعة الجزائرية مقالا ضمنه تصريحا ل"عبد المسيح الشامي" الذي وصفه بأنه "منسق العلاقات العربية الاوروبية بالبرلمان الألماني" أشار فيه الى أن "ألمانيا تعتبر أن الصحراء الغربية لها الحق في أن تكون دولة مستقلة بشكل أو بآخر"، علما أن موقف ألمانيا من قضية الصحراء واضح، وهو دعم جهود الأممالمتحدة للتوصل إلى حل عادل يرضي الطرفين. الترهات التي تنشرها وسائل الإعلام الجزائرية ليست جديدة في واقع الأمر، بحكم أن "الآلة الإعلامية الجزائرية تجيد بشكل بارع ترويج المغالطات الإعلامية عندما يتعلق الأمر بالمغرب، وبقضية الصحراء على وجه التحديد، اذ لم تتوقف هذه الآلة المقيتة منذ تحرير معبر "الكركرات" من عصابات البوليساريو شهر نونبر الماضي، في فبركة الادعاءات والمغالطات الزائفة في وقت يشهد فيه الشارع الجزائري غليانا كبيرا بسبب خروج المواطنين للاحتجاج مطالبين بالديمقراطية والعدالة الاجتماعية والحرية والكرامة. وعكس ما تروج له الأبواق الإعلامية للنظام العسكري الجزائري، تلك التابعة للكيان الوهمي، فموقف المغرب الأخير من ألمانيا لايرقى الى مستوى "أزمة دبلوماسية" بل هو توثر عادي يعكس حالات المد والجزر التي تسم العلاقات الدبلوماسية بين البلدان، لكنها سرعان ما تعود الى طبيعتها. والأكثر من ذلك أن الخارجية الألمانية أوضحت أن "الحكومة الألمانية لا ترى أي سبب يعرقل العلاقات الدبلوماسية الطيبة مع المغرب"، مشيرة في حديث ل dw عربية الى أنها حريصة على العلاقات مع المغرب واصفة إياها ب"الطيبة".