أكد السفير الممثل الدائم للمغرب لدى المنظمات الدولية بفيينا عز الدين فرحان، اليوم الاثنين، أن المغرب، بقيادة جلالة الملك محمد السادس، وضع التعبئة والتضامن شرطين أساسيين لرفع التحديات المتعددة للقارة الإفريقية في مواجهة وباء "كورونا". وأضاف فرحان، في إطار إعلان المغرب بمجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية (1-5 مارس)، أن هذا العمل التضامني تجسد منذ بدء تفشي الوباء في إرسال المملكة لمعدات طبية مصنعة محليا من قبل مقاولات مغربية، تستجيب لمعايير منظمة الصحة العالمية، إلى أزيد من عشرين دولة إفريقية. وذكر بلاغ لسفارة المملكة بفيينا أن الدبلوماسي المغربي أكد في إطار المحور الثالث ضمن جدول أعمال "الوكالة الدولية للطاقة الذرية ووباء كوفيد-19″، أن خيار التعاون الدولي ضروري في هذا الوضع الصحي الاستثنائي، الذي يتطلب تعبئة وتظافر جهود الدول لمواجهة وباء "كوفيد -19" بجميع أبعاده، من أجل تمكينها من تبادل الخبرات والممارسات الجيدة. وفي ما يتعلق بالحصول على اللقاح كإشكالية صحية دولية، أضاف السفير أن المغرب أطلق المحادثات الأولى حول اللقاح في أبريل 2020 واختار اللقاحين "أسترازينكا" و"سينوفارم" بناء على رأي اللجنة العلمية الوطنية ومنظمة الصحة العالمية. وقال إن هذا الإجراء الاستباقي مكن المغرب من أن يكون ضمن الدول الست الأولى على المستوى الدولي من حيث التلقيح، وأول بلد إفريقي يطلق حملة تطعيم واسعة، استفاد منها حتى الآن أزيد من 3 ملايين شخص. وسجل أن المغرب بادر، أيضا، بما ينسجم مع الاستراتيجية الوطنية للهجرة واللجوء للمملكة، بقيادة جلالة الملك، إلى تمكين المقيمين الأجانب والمهاجرين واللاجئين، وخاصة الأفارقة من التلقيح والعلاج. وأشار إلى أن المغرب لا يزال مقتنعا بضرورة الاستفادة من خبرة الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومساهمتها المعترف بها في الجهود الدولية في مكافحة "كوفيد-19" لتعزيز مقاومة البلدان الإفريقية للأوبئة التي تتطلب، أكثر من أي وقت مضى، وضع خطط للانعاش الاقتصادي واستراتيجيات قطاعية مبتكرة لما بعد فترة "كورونا" من أجل اقتصاد شامل وتنمية اقتصادية وبشرية مستدامة. وأضاف فرحان أن الوفد المغربي اطلع باهتمام على تقرير المدير العام للمنظمة رافاييل غروسي حول دعم الوكالة الدولية للطاقة الذرية لجهود الدول الأعضاء لمكافحة جائحة "كوفيد -19". وأوضح أن هذا التقرير يقدم لمحة خاصة بالفترة من مارس 2020 إلى يناير 2021، عن التوجيهات التقنية والدعم المقدم من قبل الوكالة للدول الأعضاء البالغ عددها 127 دولة و285 مختبرا وطنيا، و1985 جهاز فحص "كوفيد-19" وأزيد من 500 مختبر متخصص في الصحة الحيوانية. وفي هذا الصدد، قال فرحان إن المغرب أشاد بالتزام الوكالة لمساهمتها الكبيرة في مكافحة وباء "كوفيد-19″، وكذلك الدول المانحة ضمن العديد من الدول الأعضاء والقطاع الخاص، مما مكن الوكالة الدولية للطاقة الذرية من الاستجابة بسرعة وفعالية، بفضل تمويل خارج عن الميزانية بقيمة 26,3 مليون أورو، لدعم أنشطة الوكالة المتعلقة بمكافحة الجائحة. وفي هذا السياق، تابع السفير أن المغرب عبر عن ارتياحه لاعتماد القرارين الهيكليين تحت الرئاسة المغربية للمؤتمر العام الرابع والستين للوكالة بعنوان "الوكالة الدولية للطاقة الذرية ووباء كوفيد -19" ومشروع عمل متكامل ضد الأمراض الحيوانية المنشأ الذي يؤكد على الحاجة إلى مساعدة الدول الأعضاء المهتمة على تعزيز قدراتها التكنولوجية والنووية لمحاربة "كوفيد-19" والاقرار بفائدة ودقة التقنيات النووية للكشف وتدبير الأمراض حيوانية المنشأ. وأكد فرحان أن المغرب مقتنع بأن تجديد مختبرات التطبيقات النووية سيلعب دورا حاسما في تلبية الاحتياجات الحالية والمستقبلية للدول الأعضاء في حربها ضد "كوفيد-19″، ويشجع الدول الأعضاء على المساهمة في استكمال مشروع التجديد لدعم الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تعزيز الاستخدامات السلمية للتكنولوجيا النووية. وأضاف أن دعم الدول الأعضاء لتعزيز الاستخدامات السلمية للتكنولوجيا النووية سيسهم في تنفيذ مبادرة "زودياك" المبتكرة التي تهدف إلى إنشاء إطار عالمي شامل ومتعدد القطاعات ومتعدد التخصصات لمكافحة الأمراض حيوانية المنشأ على الصعيد الدولي، حيث تشير التقديرات إلى أن حوالي 2,6 مليار شخص يعانون من أمراض حيوانية المنشأ كل عام، مما يتسبب في وفاة حوالي 2,7 مليون شخص. المصدر: الدار– وم ع