تعتبر وحدة التعليم الأولي "أملاكو المركز" المتواجدة بالجماعة الترابية كلميمة (إقليمالرشيدية) من بين المشاريع التربوية المنجزة في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية. وتستقبل هذه الوحدة، التي تحتضنها مجموعة مدارس ابن ماجة، أطفالا يبلغون من العمر ما بين أربع وخمس سنوات، ويستفيد من خدماتها حاليا 23 طفلا، ضمنهم سبعة ذكور و16 من الإناث. وتم إحداث هذه الوحدة التربوية، التي بدأت العمل خلال سنة 2020، في إطار المرحلة الثالثة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، حيث تتبع طرقا بيداغوجية جديدة لتعليم أطفال المنطقة. ويقوم التعليم الأولي بالوسط القروي على التشخيص التشاركي وتحديد الاحتياجات والبنايات المتواجدة المخصصة لاستقبال التعليم الأولي، مع التشديد على المطابقة للمعايير المعتمدة من طرف الجهات المعنية. وأبرز عبد السلام الكيلاني، رئيس مصلحة بقسم العمل الاجتماعي بولاية جهة درعة تافيلالت، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذا المشروع يندرج في إطار دعم التعليم الأولي في العالم القروي ضمن البرنامج الرابع للمرحلة الثالثة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية المتعلق بالدفع بالرأسمال البشري للأجيال الصاعدة. وتؤكد برامج المبادرة أن التعليم الأولي يلعب دورا حاسما في النمو المعرفي والاجتماعي لدى الأطفال ويمكنهم من مواصلة مسارهم الدراسي في أحسن الظروف. وأوضح أن وحدة أملاكو المركز تعتبر نموذجا لمشاريع أنجزت في إقليمالرشيدية برسم سنة 2019/2020، حيث يبلغ مجموع الوحدات 52 وحدة التي تم إحداثها أو تهيئتها وتجهيزها. وذكر أنه تم تنفيذ هذه المشاريع في إطار اتفاقية شراكة مع المديرية الإقليمية للتربية الوطنية بالرشيدية والمؤسسة المغربية للنهوض بالتعليم الأولي، مضيفا أن التكلفة الإجمالية لمشاريع فترة 2019/2020 وصلت إلى 15.5 مليون درهم بمساهمة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، على أن تظل المؤسسة الإطار المشرف والمسير والمواكب لهذه الوحدات. وأشار إلى أنه يستفيد من خدمات وحدة أملاكو المركز للتعليم الأولي 23 طفلا، مشيرا إلى أن جميع المشاريع تهدف إلى جعل التعليم الأولي متاحا بالمجان لجميع أطفال العالم القروي. وأضاف الكيلاني أن برنامج 2020/2021 يتضمن إحداث 120 وحدة للتعليم الأولي، مبرزا أن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في إقليمالرشيدية تعمل على تهيئة انطلاق العمل بها في أقرب الآجال. من جهته، قال كريم نحيلة، المسؤول الإقليمي للمؤسسة المغربية للنهوض بالتعليم الأولي بالرشيدية، في تصريح مماثل، إن هذه الوحدة تعد ثمرة شراكة بين المؤسسة وعمالة إقليمالرشيدية، بهدف تعميم وتطوير التعليم الأولي بالمنطقة. وأكد أن المؤسسة تشرف على نحو 52 قسما للتعليم الأولي بالإقليم، حيث تم انتقاء مربيات ومربين بمعايير محددة، مع استفادتهم من دورات تكوينية أساسية قبل الولوج إلى هذا المجال. وأوضح أن المؤسسة تقوم بتتبع عمل المربين من خلال زيارات ميدانية، وتنظيم دورات تأطيرية بيداغوجية من أجل تجويد عملهم تنفيذا للبرنامج الوطني لتطوير التعليم الأولي في العالم القروي الذي يساهم في ضمان تكافؤ الفرص بين جميع الأطفال. وتعتبر هذه الوحدة شبيهة بتلك المتواجدة في مناطق أخرى بالمغرب والتي بنيت في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، سواء على مستوى التجهيزات والأدوات البيداغوجية والديداكتيكية ومواصفات وتكوين المربين، أو طريقة تتبع ومراقبة العملية الإدارية والتربوية. ويخضع المربون على المستوى الإقليمي لدورات تكوينية تحت إشراف متخصصين في المجال البيداغوجي يسهرون على تتبع عملهم بغية تمكينهم من التوفر على العديد من القدرات التي تساعدهم في القيام بأدوارهم بشكل جيد. المصدر: الدار- وم ع